برغم أنها محافظة مزدحمة تعاني الكثير من مشاكل النقص في الموارد والخدمات اللازمة للمواطنين وتشكو من أزمة البطالة فان الخبراء يؤكدون أن محافظة سوهاج لم تبح بأسرارها بعد، ولم يستفد بكنوزها وثرواتها سواء كانت تحت الأرض أو فوقها ، وذلك لما تملكه من مقومات استثمارية واعدة ولكنها لم تجد من يستغلها وباختصار شديد انها لاتزال محافظة بكرا حتي الآن. الجميع يؤكدون أن المحافظة تتمتع بالكثير من المقومات الأساسية اللازمة لنجاح أي مشروعات, سواء فيما يتعلق بوجود مناطق صناعية بها الكثير من الاراضي الشاغرة أو فيما يتعلق بوجود البنية الأساسية وشبكة المواصلات بأنواعها( البرية والنهرية والجوية) أو فيما يتعلق بتوافر الموارد الطبيعية في مجالات الصناعة والسياحة والزراعة.. خبراء الاقتصاد أكدوا أن بعد المحافظة عن الخريطة الاستثمارية يعود الي عدم توافر مناخ الجذب وغياب الادارة الجيدة في ظل توحش البيروقراطية الادارية وهذا ما يشير اليه السيد وضاح الحمزاوي محافظ الاقليم وان المحافظة تبذل قصاري جهدها لتهيئة مناخ الاستثمار وازالة كل العقبات الادارية امام المستثمرين مشيرا الي ان سوهاج بها الكثير من المناطق التي تصلح لمجالات الاستثمار بأنواعه الصناعي والسياحي والزراعي وغيرها والتي سيتم طرحها علي المستثمرين, ومنها علي سبيل المثال وجود900 فدان بالمنطقة الصناعية بمركز جرجا و700 فدان بالمنطقة الصناعية بغرب طهطا و90 فدانا بالمنطقة الصناعية بالأحايدة شرق و55 فدانا بالمنطقة الصناعية بحي الكوثر وهي مساحات مازالت شاغرة يمكن اقامة مشروعات كثيرة بها في المجالات الهندسية والكيماوية والغذائية والخشبية ومواد البناء والنسيج والملابس الجاهزة وصناعات الأسمنت والجلود والحراريات وغيرها الي جانب إمكان اقامة الخدمات التعليمية والعمرانية والصحية الخاصة في قري ومدن المحافظة الاثنتي عشرة. وأضاف ان المستثمر يمكنه تملك الارض بالمجان بعد اثبات الجدية.. كذلك توجد هناك مساحات شاسعة علي جانبي طريق سوهاج البحر الأحمر الجديد سيتم طرحها للاستثمار الصناعي والزراعي والسياحي وانشطة الخدمات. وأضاف المهندس فرج عبدالحميد السكرتير العام المساعد للمحافظة أن من بين الاستثمارات التي يمكن ان تنجح في سوهاج الاستثمار السياحي لما تتميز به المحافظة من مقومات سياحية كبيرة( أثرية نيلية) لا سيما بعد تشغيل طريق السياحة البري والنهري بين القاهرة والأقصر كذلك تتمتع سوهاج بالمناطق الاثرية بابيدوس التي تعتبر العاصمة الدينية للاقليم الثامن وبها معابد سيتي الأول والخراطيش التي تحمل أسماء ملوك الفراعنة وبها ايضا معابد الأوزوريين وميا ورمسيس الثاني ويمكن ان يبلغ الاستثمار السياحي ذروته بعد الكشف عن معبد رمسيس الثاني في مدينة أخميم وإتمام المتحف الأثري الذي يجمع اثار سوهاج عبر العصور الفرعونية والرومانية والقبطية والاسلامية, كما يمكن ادخال سياحة السفاري واقامة الفنادق والقري السياحية خاصة ان سوهاج تتمع بحوالي26 جزيرة نيلية تصلح لاقامة المنتجعات السياحية واشار السكرتير العام المساعد الي ان في مقدمة العوامل المشجعة علي الاستثمار ايضا تمتع سوهاج بقدر هائل من الموارد الطبيعية مثل الرخام والحجر الجيري والعيسوي وخام الالباستر والبرشا والكالسيت والطفلة التي يقوم عليها الكثير من الصناعات وربما يندر توافرها في أية محافظة أخري, وأضاف ان سوهاج تتمتع أيضا بالمساحات الصحراوية الهائلة التي تقدر بنحو13 ألف فدان يمكن استغلالها في الاستثمار الزراعي بأنواعه للإسهام في سد حاجة الاستهلاك المحلي سواء داخل أو خارج المحافظة. والسؤال: هل يبادر المستثمرون خاصة من أبناء سوهاج في الخارج أو غيرهم من رجال الأعمال لاستغلال كنوز سوهاج في مشروعات تحقق لهم وللدولة وللمجتمع المزيد من المكاسب في وقت تبحث الدولة فيه عن طوق النجاة للخروج من أزمتها الاقتصادية؟!