أعلن عنها مجموعة من الأطباء النفسيين لتقديم الدعم والعلاج المجاني لكل من يعانون من كرب ما بعد الصدمة, وذلك بعد مرورعام علي الثورة واكتشاف حالات اضطرابات نفسية شديدة بسبب ما تعرض له أصحابها في الميادين. إذا كنت قد مررت بتجارب سيئة في أثناء أحداث الثورة خلال العام أوكنت شاهدا عليها وشعرت أنك تعاني من اضطرابات في التفكيرأوالنوم, أحلام مزعجة أو كوابيس شديدة, فزع مستمرأوتنميل في المشاعر, فإنت مش لوحدك. مبادرة أطلقها منذ نحو أسبوعين مجموعة من الأطباء النفسيين قرروا تقديم المساندة النفسية والعلاج لكل من يعاني من إضطرابات كرب ما بعد الصدمة. وهي الأعراض التي تظهر علي بعض الأفراد أوقات الأزمات, الحروب, الصدمات والانتهاكات الشديدة. وقد خصص الأطباء رقمين للخط الساخن لإستقبال الشكوي ممن يعانون من المشكلة, مكالمات تتلقاها أخصائيتان لتوجيهها إلي الطبيب أوالطبيبة المعالجة في حالة التأكد من وجود الأعراض. تجربة بدأت بأن سمع بعض الأطباء عن حالات تعاني معاناة شديدة إما بسبب ما تعرضت له من تجارب سيئة في التحرير, او أثناء احداث ماسبيرو, أو محمد محمود أو مجلس الوزراء سواء مباشرة أو شاهدت وقائع موت أو إصابات أوانتهاكات فبدأوا في إرسال بعض رسائل المساندة والتشجيع بشكل شخصي ليقولوا لهم انهم معهم وانهم ليسوا وحدهم لتتحول التجربة بعد ذلك إلي مساندة وعلاج وتوعية نفسية. وتستقبل الخطوط الساخنة فيضا من المكالمات والإتصالات خاصة في الفترة من الرابعه و حتي السابعة صباحا وهم غالبا المصابون باضطرابات في النوم كما تقول مسئول الخط الساخن. ولكن هناك حالات اضطراب ومعاناة شديدة ممن يتحدثون إلي الخط الساخن يترددون بعدها في الذهاب للعلاج كما تشرح دكتورة منال عمر,استشاري الطب النفسي و إحدي المشاركات في المبادرة. وتتردد جمل مثل( روح اقولهم ايه, انا حالتي تيجي إيه بالمقارنه بمن فقدوا أعينهم) بينما تعترف أخري قائلة أنها تلوم نفسها وتبكي بكاء شديدا إذا ما ضبطتها تضحك أوتبتهج وتتساءل كيف افعل ذلك ولي صديق قد استشهد في الأحداث وغيره مصابون. آخرون تختلف طريقة تفكيرهم عن أنفسهم, مثل الفتاة التي انتهكت لتشعر بعدها انها هي التي تسببت في الإعتداءعليها ويزداد شعورها بالعار رغم انها هي المجني عليها وهذه جميعها أنواع من اضطراب التفكير كما تشرح دكتورة منال عمر, واحساس شديد بالذنب والعجز إما بسبب أن الشخص لم يستطع إنقاذ الآخرين أوحماية نفسه أحيانا وهو احساس غالبا ما ينتاب من يتحلون بالشجاعة والإقدام في المواقف ووقتها يصبح الإحساس بالإنكسار أشد صعوبة, يحاول الأطباء إقناعهم مع الوقت بالعلاج. أعراض كثيرة من بينها استعادة التجربة أثناء النوم أو اليقظة ومحاولة تفادي الأماكن والكلمات التي تذكر بالتجربة المؤلمة مثل صوت الإسعاف, الموتوسيكل أو كلمة مجلس الشعب أومجلس الوزراء مثلا. و تضيف د.منال عمر أن الشخص يكون أحيانا لديه إحساس بالترقب, أو الفزع الشديد والمستمر لتوقع الهجوم في أي وقت مما قد يصيبه باضطرابات شديدة و شعور دائم بالاستنفار. و المبادرة كما تشرح د. منال تهدف إلي تقديم الدعم النفسي واحتواء هذه الإضطرابات وعلاجها وهي مبادرة شخصية لا ترتبط بأحد. وتضيف أن هناك حالات حادة يمكن احتواؤها لكن هناك أخري قد يحتاج علاجها لسنوات طويلة خاصة من تعرضوا لصدمات متوالية. مبادرة تنتظر المزيد من المرضي وكذلك الأطباء المتطوعون وإن كان يشارك فيها يوميا المزيد من المتطوعين من أصحاب المهن المختلفة الذين يخضعون لدورات تدريبية من الأطباء للمساعدة في تقديم الدعم النفسي لمن يحتاجونه. وقد أثني دكتور أحمد عكاشة, رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي علي المبادرة و إن كان يري أن الأكثر تعرضا لكرب ما بعد الصدمة هم من يتعرضون للزلازل والبراكين والحرائق والتعذيب وغالبا لا يحدث ذلك المرض كما يقول حين يكون الاستشهاد والإصابات بسبب غرض قومي أوديني وفي دول بها نسيج اجتماعي مترابط و لديها إيمان بالله و تؤمن بأن الكرب من عند الله و يضيف أن الثورة معناها تضحيات و فخر لكل إنسان و لها أهداف محددة. ويقول د. عكاشة إن ما حدث في ميدان التحرير سواء في28 يناير أو موقعة الجمل, في محمد محمود أو مجلس الوزراء لا يصل إلي حد اضطراب الكرب التالي للصدمة مضيفا أنه لا شك أن مشاهدة القتل والهجوم والإنتهاكات قد يسبب أثرا نفسيا سيئا لكنه لا يصل في الكثير من الأحيان لكرب ما بعد الصدمة. و يضيف أن البعض ممن فقدوا أعينهم أو تعرضوا لإصابات اخري قد يصابون ببعض الأعراض مثل القلق و الاكتئاب أو التنميل العاطفي وهو احساس بالتبلد مع نوبات من العصبية الشديدة و عدم القدرة علي التمتع بمباهج الحياة و الميل إلي أخذ العقاقير المهدئة أحيانا وقد يصل الأمرأحيانا إلي الإدمان و قد يتعرض لفقدان التواصل الاجتماعي كما حدث مع كثيرين ممن عادوا من حرب العراق و أفغانستان. ولكن يري دكتور عكاشه ان الأولوية هي في التأهيل الجسدي و توفير المأوي والتعويضات ثم يلي ذلك علاج كرب ما بعد الصدمة. ويشيرد.عكاشه أن الإصابات بكرب ما بعد الصدمة ليست بالكثافة و الإنتشار المقلقة في الوقت الحالي ويؤكد أنه متفائل بانه في عام2012 سوف تقل معدلات العنف والقمع والفوضي. اما د. احمد عبداالله, استاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق والمشارك في ائتلاف نفسانيون من أجل الثورة والذي أعلن عنه من فبراير الماضي فيقول أنه من المؤكد أننا فخورون بما نقوم به لكن لا يمنع ذلك من وجود حالات إضطرابات ومعاناة و لديها احاسيس بالعجزواليأس والاكتئاب وتحتاج للمدعم و العلاج النفسي مؤكدا أنه في طب الكوارث من الصعب تحديد ثوابت فمن الصعب تطبيق نفس المعايير في كل الأزمات لكن تقدم المساعدة وفقا للحالات مؤكدا أن النفسانيين علموا بوجود حالات بسبب تعاملاتهم والتواصل الاجتماعي مع الآخرين مؤكدا أنها ثقافة غير موجودة في مصر فالكثيرون لا يدركون أنهم يعانون من مشكلات نفسية وأنهم يحتاجون للدعم النفسي مضيفا أن هذا النوع من المبادرات خطوة مهمة في سبيل نشر هذا الوعي ومحاولة احتواء هذا النوع من كرب الصدمة و آثاره. فالدعوة مفتوحة لكل من يشعر بأن لديه بعضا من هذه الأعراض ألا يتردد في أن يتصل بالخط الساخن:010994492201096824388 طلبا للدعم النفسي, والعلاج وذلك للإبقاء علي الروح سليمة لأكبر وقت ممكن كما تقول دكتورة منال عمر.