اكتسبت الجولة الإفريقية الأخيرة لوزير الخارجية، أهمية بالغة فى ضوء مؤشرات عودة مصر لمكانتها الطبيعية فى القارة الإفريقية. ولقد جاءت رئاسة فهمى لوفد مصر المشارك فى قمة الكوميسا بكينشاسا، موفقة للغاية فى إطار استعادة مصر لموقعها الطبيعى فى القارة الإفريقية، واستطاع أن يعبر من خلال كلمة مصر عن الأفكار الخاصة بتفعيل التجارة البينية بين دول الكوميسا التسعة عشر والوصول إلى التكامل الاقتصادى الإقليمى. وفى هذا الإطار، عرض وزير الخارجية المصرية، استضافة مصر للقمة الاقتصادية الثالثة للتجمعات الإقليمية الثلاثة، الكوميسا والسادك وتجمع شرق إفريقيا، بهدف الوصول الى منطقة موحدة للتجارة ودعم نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الإفريقية وجذب مزيد من الاستثمارات لجميع دول المنطقة، واستضافة القاهرة للوكالة الإقليمية للاستثمار، أحد أجهزة الكوميسا المهمة واستعداد مصر لإرساء تعاون بين الصندوق الاجتماعى ودول الكوميسا فى مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. كما عرض فهمى عددا من الأفكار الخاصة بدعم التنمية فى إفريقيا. وحصلت مصر خلال هذه الاجتماعات المهمة على تأييد من الدول الإفريقية المشاركة لاستعادة وضعها داخل الاتحاد الإفريقى ومكانتها فى القارة الإفريقية، وفى زيارته لمدينة جوما فى شرق الكونغو وهى منطقة منابع النيل، أعلن عن تقديم مساعدات جديدة لتجهيز 6 عيادات ومركز. ومن الواضح أن الصندوق المصرى للمعونة الفنية فى إفريقيا التابع لوزارة الخارجية المصرية، سوف يقوم بمضاعفة ميزانيته فى الفترة المقبلة ليسهم فى سد احتياجات الأخوة الأفارقة فى عدة مجالات مهمة، مثل التعليم والصحة.. وغيرها.. وبالذات أن هناك دولا عديدة سيئة النية تضاعف مساعداتها لإفريقيا بهدف تقليص الدور المصرى، ومما يدعو للتفاؤل أن رئيس الوزراء الجديد إبراهيم محلب، على يقين تام بملف الاستثمارات المصرية فى إفريقيا، فى ضوء الدور المهم الذى لعبته المقاولون العرب فى إفريقيا سابقا. ولقد كانت بالطبع قضية مياه النيل والأهمية البالغة التى توليها مصر لها، على ميعاد بزيارة فهمى الخامسة لإفريقيا، باعتبار أن نهر النيل هو شريان الحياة الوحيد لمصر بخلاف باقى دول الحوض، ومن المرتقب أن تشهد علاقة مصر بدول حوض النيل انفراجة جديدة فى ضوء المساعى التى تبذلها الدبلوماسية المصرية والدور الذى سوف تلعبه روسيا الاتحادية فى هذا المجال كوسيط أمين فى مشكلة سد النهضة. وصلت الرسالة للدول الإفريقية الشقيقة واضحة، من خلال زيارة فهمى الخامسة لإفريقيا والرسائل الخطية التى قام بتسليمها نيابة عن السيد الرئيس عدلى منصور، وهى أن ملف مياه النيل يمثل أهمية حيوية لمصر ،ويجب أن يظل النهر مصدرا للتعاون بين الدول.. ومن المؤكد أن مصر سوف تعود قريبا الى الاتحاد الإفريقى، بعد تعليق عضويتها والتى كانت كما يقول بعض المسئولين الأفارقة، مجرد بعد إجرائى تعرضت له قبل ذلك دول إفريقية أخري، وعادت من جديد الى تلك المنظمة، وسوف يتم تصحيح هذا الخطأ وبالذات أن مصر من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية. حققت أيضا زيارة فهمى لتنزانيا نجاحا كبيرا فى ضوء المنح المقدمة من مصر لدعم مشروعات التنمية، واعلان تنزانيا أن غياب مصر عن أنشطة الاتحاد الإفريقى يؤثر على فعاليته نظرا لثقل مصر الإفريقى. لعل مشاركة مصر فى قمة أبوجا على مستوى رؤساء الوزراء، واستقبالها لعدد ضخم من الوفود الإفريقية أسهم فى تحقيق أهداف مصر فى تحقيق المزيد من التواصل مع القارة الإفريقية، الذى من المقرر أن يتعاظم بعد الانتخابات الرئاسية. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار