عندما نختار ملابسنا تواجهنا دائما مشكلة المقاس المناسب.. والمسألة ليست حظا ومصادفة ولكنها صناعة كبيرة فدائما ما نسمع عن المقاس الانجليزي والفرنسي والألماني حتي «التيكيت» الموجود علي الملابس دائما ما نجد فيه ارقاما معينة 40 أو 12 أو 6 وكلها مقاسات أوروبية وأمريكية تناسب طبعا سكان هذه المناطق التى طبيعة أجسام سكانها مختلف عن طبيعة أجسامنا. ليس الامر في الملابس فقط فهذه الدول تقوم صناعتها علي مقاسات شعوبها وذلك ليس في تصنيع الملابس فقط ولكن أيضا الكراسي، السراير،الدواليب،الأبواب،وحتى مقاعد الأتوبيس والمترو والسيارات كلها أشياء المفروض أن تصنع بمقاسات تناسب الشعوب التي تصنع لها..فهل نقول أن الكرسي الذي يناسب المواطن الخليجي يناسب المواطن الأمريكي وهو نفسه الذي يناسب المواطن الهندي طبعا لا في مصر قامت د.عزة سري الدين الأستاذ بمركز البحوث بدراسة مفصلة لرفع مقاسات المصريين الصحيحة لتضع اول كود لمقاسات المصريين والبداية بصناعة الملابس همها هو تطوير هذه الصناعة في مصر ومساعدة الناس الذين يعانون دائما فالبدلة قد تكون الجاكيت مناسبة والبنطلون ضيقا او العكس ليس ذلك فقط هذه الدراسة قدمت وصفا تفصيليا لملابس المصريين من خلال مقاساتهم..أطلقت عليه مصطلح «المقاسات الطبية». التي يمكنها التنبؤ ببعض الأمراض من خلال نسب « فساتينك» ، ومقاييس جسدك، ونسبها . ومن خلال « مقاساتنا الطبية»، توصلت د.عزة ، الى مؤشرات ، واحتمالات تعرض بعض المقاسات «غير المتناسبة» ، إلى ما يمكن أن يصابوا به من أمراض . يمكن اعتبار ، المقاسات الطبية ، مؤشر وقاية. د.عزة ، أستاذة فى علم الأنثروبولوجيا البيولوجية . وهو علم يهتم ، بالصفات البيولوجية للإنسان وتأثير البيئة فيه، او هو علم دراسة الأجناس البشرية ، ومقوماتها ، وصفاتها الجسمانية . ومن خلاله يمكن التعرف على هوية هؤلاء الأشخاص من ملامحهم ، ومقاييس ، وأشكال أجسامهم التى تختلف باختلاف الصفات البيولوجية الخاصة . كما يمكن التوصل إلى متوسطات أحجام أجسامهم .. نشأت فكرة مشروع أستاذة المركز القومى للبحوث للمقاسات الطبية للمصريين ، من طبيعة الجسم المصرى ، للنساء والرجال ، واختلافه عن المقاييس الدولية فى كثير من الأحيان وكما تقول الدكتورة عزة فالمرأة المصرية أكثر امتلاء فى منطقة الارداف وتحتاج الي قياس اكبر. لذلك ، أرادت بمشروعها تطبيق أبحاثها، لوضع قياسات لجسم المرأة بطريقة علمية ، ثم تقديمه لمصانع الملابس فى مصر ، باعتبارها مقاييس عامة ، لأجسام المصريات والمصريين ، يمكن التعامل على أساسها فى صناعة الملابس فى السوق المصرىة ، للحد من معاناة المصريات فى البحث عن مقاسات مناسبة لملابسهن . إضافة الى ذلك ، ومن خلال الأبحاث التى أجريت للتوصل إلى متوسطات مقاسات المصريات ، استطاعت التوصل الى علاقة بين بعض الاحجام ، التى قد تنبىء باحتمالات الإصابة بالأمراض أو التعرض لها فى المستقبل ، خصوصا مرضى ضغط الدم والسكر . وتقول د. عزة ..الأكيد أن كثيرات يعانين ، عند شراء ملابس جديدة، والقياسات المستوردة لا تناسبنا فكل شعب له مواصفاته, واعتماد الصناعة المصرية علي «الباترون» الاجنبي من الناحية التجارية ، أيضا يعود على المنتج صاحب رأس المال بالخسارة في صناعته، لأن لديه مرتجعا من مقاسات مختلفة غير مطلوبة فى السوق . ربما لذلك ، كان من الضرورى وضع قياسات لأجسام المصريات ، والمصريين ، يمكن اعتبارها نموذجا مثالىا للقياس عليها فى كل منتج جديد . وخلال المشروع ، اكتشف فريق البحث ، علاقة بين مقاسات المصريين الخاصة ، وبين مؤشرات عامة عن صحتهم . فقد وفر المشروع ، خلال بحث متوسطات المقاسات ، خدمة قياس السكر وضغط الدم . فأظهرت النتائج مثلا ، انتشار الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم أما عن كيفية الاستفادة من متوسط نسب « أجسام المصريين فى صناعة الملابس ، فقام الفريق البحثى الذى قادته د.عزة بتقسيم القياسات الخاصة بالسيدات إلى 12 مقاسا رئيسيا من 40: 62، أما مقاسات الرجال فتم تقسيمها إلى 3 مجموعات تبدأ من 50. الدكتورة عزة تلقت عرضا صينيا للاستفادة من بحثها لصناعة ملابس صينية تلائم أجسام المصريين ومازال البحث جاريا عن مستثمر مصري.