لا تعارض علي الاطلاق بين من يريد النزول للاحتفال بمرور عام علي اندلاع شرارة الثورة المصرية يوم25 يناير, ومن يتظاهر للمطالبة باستكمال أهداف الثورة التي لم تتحقق بعد. فهذا التعارض في غير محله, بل ومفتعل لاحداث الوقيعة والفرقة بين المصريين الذين خرجوا جميعا تأييدا لثورة الشباب علي الفساد, والديكتاتورية, والقهر. هناك من يتحدث عن عيد واحتفال استنادا الي أن الثورة حققت أهدافها, ووضعتنا علي أبواب عهد جديد بعد أن أسقطت مبارك وأسرته وأعوانه, وأدخلته ونجليه ووزير داخليته الي قفص الاتهام. كما اسقطت مشروع التوريث من التاريخ المصري الحديث, وحلت مجلسي الشعب والشوري, والمحليات التي تم تشكيلها بموجب انتخابات مزورة, وأنجزت انتخابات مجلس الشعب برغم التجاوزات التي حدثت بها. وهناك من يري أن الأهداف الرئيسية التي رفعتها الثورة وهي: عيش, وحرية, وكرامة, وعدالة اجتماعية لم يتحقق منها شيء يذكر. كما أن الشعار الأهم للثورة وهو مدنية الدولة قد تبخر, واستطاع أنصار الدولة الدينية اختطاف الثورة, فضلا عن أن نظام مبارك مازال قائما بسياساته ورجاله دون تغيير, والبطالة ارتفعت معدلاتها, والأسعار تزداد ارتفاعا, والأجور لم تتحسن, والمواطن العادي يشعر أن أوضاعه أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة. ما المانع من وجود الرؤيتين؟ هل من المعقول أن يكون المصريون جميعا برأي واحد موحد؟ أليس من أبسط أسس الديمقراطية التي قامت الثورة من أجلها أن يعبر كل مواطن عن رأيه بحرية ودون خوف من أحد؟ لقد انتهي الي غير رجعة ذلك العهد الذي كان يسود فيه الرأي الواحد, والحزب الواحد, والفكر الواحد, والمرشح الواحد! المهم أن نحتفل وأن نتظاهر يوم25 يناير بسلام, وأعتقد أنه سيمر بسلام. فكل هؤلاء مصريون يحبون مصر, ويؤيدون الثورة, وأهدافهم واحدة, ولن يسمحوا لأحد بتعكير صفو ذلك اليوم التاريخي في حياة كل المصريين. وأي حديث عن وقوع أحداث عنف, وعمليات تخريب يوم25 يناير هي من صنع الثورة المضادة وأعوان مبارك وجهاز مباحث أمن الدولة المنحل, فالثوار لا يخربون, ولا يثيرون الاضطرابات, والثورة التي ألهمت العالم بأسره وتتعرض الآن للتشويه والافتراء, تثبت يوما بعد اخر أنها ولدت لتبقي وتنتصر. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد