تصاعدت حدة التطورات فى المشهد السياسى التركى بعد تسريب الاتصال الهاتفى بين رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء ونجله بلال ينصحه فيه بإخفاء الأموال التى حصدها من أكبر فضيحة فساد هزت تركيا خلال الأسابيع الماضية، وتورط فيها حلفاء أردوجان ، حيث بدأت النيابة العامة التحقيق فى صحة هذه التسجيلات. بينما نظم الآلاف من المواطنين مظاهرات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس فى مدن اسطنبولوأنقرة وإزمير وإسكيشهير وطرابزون احتجاجا على الفضيحة. فقد فتحت النيابة العامة أمس رسميا سلسلة تحقيقات متعلقة بالتسجيلات الصوتية للتأكد من مصداقيتها وما إذا تمت بشكل قانونى من عدمه. وفى إطار متصل، أصدرت مديرية الأمن العام التركية قرارا بنقل 120 شرطيا من العاملين بمديرية أمن «غازى عنتب» بجنوبى تركيا من بينهم مدراء شعب من العاملين بإدارات مكافحة الإرهاب والمخابرات والجريمة المنظمة والتهريب. وذكرت صحيفة »راديكال« أن أسباب نقل 120 شرطيا ومنهم ضباط برتب مختلفة تعود إلى الكشف عن فضيحة الفساد والرشاوى وتورطهم فى التعاون مع جماعة الداعية الإسلامى الشيخ فتح الله جولن. ومن جانبه، أكد كمال كليجدار أوجلو زعيم حزب الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، صحة التسجيلات الصوتية المنسوبة لأردوغان ونجله بلال، مشددا أنه يعيش أسوأ أيام حياته بعد سماعه تلك التسجيلات التى تؤكد ضلوع رئيس الوزراء وعائلته فى الفساد، بحسب قوله. وجاءت تصريحات كليجدار أوجلو خلال كلمة له فى اجتماع لكتلة حزبه البرلمانية، حيث قام بتشغيل التسجيل الصوتى المنسوب لأردوغان ونجله وأسمعه لجميع الحاضرين إلا أن كل القنوات التى كانت تنقل كلمة كليجدار أوجلو قطعت البث عقب تشغيل التسجيل الصوتى عدا قناتين. ونقلت وكالة أنباء «جيهان» التركية عن كليجدار أوجلو قوله إن حزبه عرض هذا التسجيل الصوتى على خبراء مختلفين ، فأكدوا له أنه يعود إلى رئيس الوزراء دون شك. معربا عن حزنه الشديد ليس على أردوجان بل على أولاده الذين تورطوا بسبب أبيهم فى قضايا فساد. فى الوقت نفسه، ذكرت محطة «إن. تي. في» الإخبارية التركية أن قوات الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطى ضد المتظاهرين فى أحياء »باقر كوى» و«كارتال» و«مالتبه» و«أوك ميدانى» و«صارى غازى» و«صارى ير» بوسط اسطنبول ، فيما طالب المتظاهرون أردوغان بتقديم استقالة حكومته رافعين شعارات «لعنة الله على سارقى أموال الدولة»، و«عصابة أردوغان تنهب الدولة». وفى ميدان الجمهورية وسط مدينة إزمير بغرب تركيا ، نظم المتظاهرون مسيرة حتى مقر حزب العدالة والتنمية الموجود فى شارع »إينونو« الرئيسى بالمدينة ، ورددوا شعارات مناهضة لسياسة الحكومة وأخرى ضد الفساد والرشاوى ، كما ألقوا بالبيض بأعداد كبيرة على مقر الحزب الحاكم رغم تدخل قوات الشرطة التى اضطرت لاستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى لتفريقهم. كما ألقى ما يقرب من 15 شخصا الحجارة والبيض على شاحنة حملة دعاية انتخابية تابعة للحزب الحاكم فى حى »بسماهانة« بوسط اسطنبول، مما أدى لوقوع أضرار مادية كبيرة بالشاحنة. وعلى صعيد متصل، انفجرت قنبلة صوتية بالقرب من سيارة متوقفة على جانب الطريق وبداخلها صاحب السيارة فى حى «السنة 100» بوسط العاصمة التركية أنقرة.