كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، تتضح الخريطة السياسية، وتزداد حدة المنافسة بين الفصائل السياسية المختلفة، من أحزاب وجبهات وحركات شبابية. ففى الوقت الذى تجرى فيه أحزاب «المصريين الأحرار» و«الوفد» و«المصرى الديمقراطي»، مفاوضات وتشاورات حول إمكان تأسيس تحالف بينهم لخوض الانتخابات البرلمانية، قررت جبهة «مصر بلدي» البدء فى إجراءات تأسيس حزب خلال الأيام المقبلة، يكون بمثابة «ذراع سياسية» لها تنافس به فى الانتخابات، مع الاحتفاظ بالجبهة كما هى بجميع أحزابها وفصائلها. وسيحمل الحزب اسم الجبهة «مصر بلدي»، حيث تضع اللجنة المعنية بدراسة أوضاع الجبهة، اللمسات الأخيرة على برنامج الحزب، وطرح التوكيلات فى عدد من المحافظات. وذكرت مصادر مطلعة داخل الجبهة ل «الأهرام» أن هناك مفاوضات داخلية تتجه لإسناد رئاسة الحزب للواء مراد موافى مدير المخابرات العامة الأسبق، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية فى مصر حيث أجرى مصطفى بكرى اتصالاً بموافى لكن الأخير قال إنه سيحسم المسألة بعد عودته من باريس حيث تلقى عروضا لرئاسة أحزاب أخرى، وأن يتولى الدكتور قدرى حسين منصب أمين عام الجبهة، ومحافظ حلوان السابق منصب الأمين العام للحزب. وسيكشف الحزب بعد إعلان تأسيسه مشاوراته مع بعض الأحزاب لتأسيس تحالف انتخابى لنزول حلبة المنافسة فى الانتخابات البرلمانية، حيث من المتوقع أن يكون رأس هذه الأحزاب، حزبى «المؤتمر» بزعامة عمرو موسي، و«الحركة الوطنية» الذى يتزعمه الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق. وعقدت الجبهة المكونة من 35 حزبا وائتلافا بالإضافة لشخصيات عامة، مؤتمرها التأسيسى الأول منذ شهرين بحضور ألفين وخمسمائة شخصية عامة. ويتقلد الدكتور على جمعة المفتى السابق منصب الرئيس الشرفى للجبهة، واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق المنسق العام، والدكتور مصطفى الفقى رئيس المجلس الاستشاري، والدكتور قدرى أبوحسين الأمين العام ومصطفى بكرى البرلمانى السابق المتحدث باسم الجبهة. ومن بين الشخصيات العامة الأخري، التى تلقت منها الجبهة طلبات عضوية، أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق، واللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي، والدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستوري، وأسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، بالإضافة للمئات من الشخصيات الأخرى من مختلف فئات المجتمع، السياسية، والاقتصادية، والفنية وغيرها. واستبعدت المصادر المطلعة، لجوء الحزب الجديد للتنسيق مع «جبهة الإنقاذ الوطني»، التى تتزعمها أحزاب «المصريين الأحرار» و«الوفد» و«المصرى الديمقراطي» و«التجمع»، مما يعنى أن المنافسة ستكون بين هذين المعسكرين اللذين يمثلان الساحة السياسية بجانب الحركات الشبابية.