وجه جون بولتون السفير الأمريكى الأسبق بالأمم المتحدة انتقادات حادة للسياسة الخارجية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، ووصفها بأنها فى طريقها لتحقيق الفشل الذريع. وقال بولتون فى مقال كتبه فى صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت لها ثلاث مبادرات دبلوماسية رئيسية فى تلك المنطقة فى الفترة الماضية وهي: النزاع الفلسطينى الإسرائيلي، والصراع السورى، والملف النووى الإيراني، ولكن إدارة أوباما أهدرت بسبب هذه الملفات الثلاثة هيبة الولاياتالمتحدة فى المنطقة، فضلا عن إهدار الوقت والجهد. وقال بولتون إن استراتيجية أوباما تجاه الملف النووى لطهران دفعت إيران إلى عدم التخوف من احتمال توجيه ضربات عسكرية ضد منشآتها النووية ، كما أن الاتفاق المؤقت الذى تم التوصل إليه فى جنيف فى شهر نوفمبر الماضى جعل طهران لا تخشى أيضا العقوبات الاقتصادية الدولية. وأضاف الدبلوماسى الأمريكى المخضرم أن هذه الاستراتيجية أيضا جعلت الرئيس السورى بشار الأسد وإرهابيى القاعدة فى سوريا على يقين بعدم تدخل الولاياتالمتحدة عسكريا. كما أشار بولتون إلى أن هذه الاستراتيجية التى يتم تطبيقها أيضا فى القضية الفلسطينية الإسرائيلية ضغطت بالفعل على إسرائيل رغم أنها تعد أقوى حليف لواشنطن فى المنطقة، بحسب تعبيره. وانتقد السفير الأمريكى الأسبق هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى أن المناورات الدبلوماسية التى يقوم بها أوباما فى الملفات الثلاثة قامت على أسس خاطئة وستفشل بالتأكيد، وأكد بولتون أن فشله فى حل قضية واحدة من القضايا الثلاثة سيكون سيئا بما فيه الكفاية، ولكن الفشل فى الملفات الثلاثة سيكون أمرا مدمرا للسياسة الخارجية الأمريكية. وتحدث بولتون عما سماه ب«الانهيار القادم الذى تواجهه الدبلوماسية الأمريكية«، وهو تراجع هيبة الولاياتالمتحدة على الصعيد الدولي، لأن فشل الولاياتالمتحدة فى حل القضايا الثلاث السابق ذكرها سيكون سببا فى تراجع نفوذها عالميا بشكل كبير، حيث سيستغل الأصدقاء والخصوم ذلك التراجع لإعادة ضبط سياساتهم، كما سيكون سببا فى تفجر أزمات فى أمكان أخرى. ويبرز الكاتب مثالا بمصر لعدم استيعاب الولاياتالمتحدة أو توقع عواقب تراجع تأييدها لحلفائها وتشجيع خصومها، وهو الأمر الذى كان سببا فى تراجع النفوذ الأمريكى بشكل حاد فى الشرق الأوسط ، فقال إن عجز الإدارة الأمريكية عن التأثير فى مجريات الأحداث فى مصر اتضح فى لجوء الحكومة المصرية إلى شراء الأسلحة من روسيا. واختتم بولتون مقاله قائلا إنه ربما يتسبب الفشل الاستراتيجى الأمريكى الذريع فى إيقاظ أوباما وأمريكا ككل، ولكن إذا كان ذلك مستبعدا، قد تكون هناك هجمات سبتمبر جديدة يمكن أن تساعد على حدوث صحوة ضرورية للإدارة الأمريكية.