كمصريين ألمنا وأحزننا كثيرا سقوط قتلى وجرحى كوريين جنوبيين ومصريين فى هجوم طابا الإرهابى، ونعلم أن الأصدقاء فى كوريا الجنوبية يتفهمون جيدا أن الإرهابيين الجبناء لا يفرقون بين الأجانب وأبناء جلدتهم حينما يدبرون لعملياتهم الخسيسة ، وأن ما وقع لن يؤثر على العلاقات الوثيقة بين الشعبين المصرى والكورى الجنوبى. أيضا فإننا ندرك أن المسئولين الكوريين يتفهمون أن مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب وذيوله، وأنه كلما اقتربنا من إتمام مراحل وخطوات تطبيق خارطة المستقبل لإعادة الاستقرار والأمن فإن الجماعات الإرهابية والتكفيرية ستزيد من ضرباتها الغادرة، خصوصا ضد المقاصد السياحية، ظنا بأنها بذلك تحرم السلطات المصرية مما تحصل عليه من عائد مالى تحتاجه الآن بشدة ، لمواجهة المصاعب الاقتصادية والمالية، علاوة على تشويه صورة مصر وتصنيفها كبلد فاقد للأمن والاستقرار، وأن معركتنا مع الإرهاب لن تكون قصيرة الأمد وسيكون لها ثمنها الباهظ، الذى ندفعه عن طيب خاطر، منذ خلع الجماهير لنظام الإخوان. ونحن لا نطلب من كوريا الجنوبية ولا غيرها من الدول الصديقة خوض المعركة المصيرية نيابة عنا، وإنما أن تتجنب الإفراط فى اتخاذ إجراءات تعطى إيحاء للإرهابيين بأنهم نجحوا فى تحقيق هدفهم الأثيم ببث الهلع فى نفوس الوافدين لمصر بغرض السياحة أو الاستثمار فيها، فالإرهاب آفة عالمية يتحتم على الجميع التكاتف من أجل القضاء عليها. وأخيرا فإن ما وقع فى طابا بكل ما فيه من أحزان وأوجاع يستحق الاعتذار، فمن قتلوا وأصيبوا كانوا فى ضيافتنا وحقهم علينا أن نوفر لهم أقصى درجات الراحة والأمان لكن ماذا عسانا نقول فى أناس فقدوا صوابهم وبصيرتهم. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي
