لايزال التراث المصرى يلعب دوره فى استقطاب كثير من الفنانين التشكييلين وتجسيد مدى ارتباطهم العتيد بجذور ذلك البلد وموروثه الأصيل فى أعمالهم الفنية رغما عن أنف كل ماهو حديث ومبتكر ,فهو ملاذهم الذى دائما مايحيون فى رحابه ويرتوون من أفكاره . وحول طبيعة الإبداع يختلف كل فنان فى تقديم أعماله عن الآخر, فمنهم من يتجه الى الغموض مما يستدعى التركيز لفك طلاسم أعماله ومنهم من يتخذ الوضوح والبساطة نهجا له .وبين هذا وذاك تكمن حرية التعبير لطرح كل ما يحلو للفنان بأسلوبه الخاص الذى يختاره . فها نحن الآن بصدد معرض جديد يحمل عنوان «نقوش» للدكتور محمود حامد بجاليرى مصر بالزمالك .تدور فكرة المعرض حول الجدران الشعبية والقديمة وما تحويه من مغزى تعبيرى وغموض بين ما يستوجب على المتلقى التمعن والتدقيق فى قراءة العمل الفنى وحجم المردود الذى ينطبع فى نفسه عند مشاهدة تلك الإعمال . فهى لوحات متنوعة فى تشكيلاتها ورموزها المنقوشة على أسطحها والتى غالبا ما تكون رموزا سحرية, تعبيرية او حروفا قديمة . تتجه اغلب اللوحات إلى الأسلوب التجريدى محملة ببعض الدلالات المتباينة التى قد تبعث برسالة ما للمشاهد ترجع الى كيفية قراءته لها وتحليلاته فهو الذى يملك فك شفرات تلك النقوش والرموز كما يتخيلها هو. وعن سبل الصياغة فقد استخدم الفنان أسلوب الخدش او الحفر بالرموز مع عجائن وطبقات لونية من ألوان الأكريلك على الورق متخذا أربعة ألوان فى اغلب اللوحات كوسيلة للتعبير الفنى. فقد عبر باللون الأصفر عن الرمال, وباللون الأزرق عن زرقة المياه, والبنى عن التراب والطين المصرى واللون الذهبى ليشع به دفء الشمس. كما قد نجد تلك الرموز والنقوش وقد تحولت لتأخذ ملامح بشرية وأشكال أشخاص قريبة فى مجملها من وجوه الفيوم. يستمر المعرض حتى 27 من فبراير الجارى . وبإطلالات تعبر الحضارات والفنون بين فرعونية وإسلامية وعربية يبدع الفنان محمد يوسف من خلال آخر معارضه المقامة حاليا وحتى 20 من الشهر الجارى بجاليرى دروب بجاردن سيتى تحت شعار «رؤى مصرية» ليواصل ويتواصل مع متذوقى الحركة التشكيلية فى تقديم نحو 25 عملا فنيا تحوى موروثات التراث الشعبى ومستعينا بموتيفاتها ومفرداتها كمفتاح الحياة, الفتيات السيناويات, البوابات, النخيل, الخيول وقباب المساجد كرموز غالبة فى معظم أعماله. تلك الأعمال نفذت بتداخلات خطية وزخارف وأشكال هندسية صاغها الفنان باقتدار واتزان متكامل بين جنبات العمل الفنى مترابطة فيما بينها بدرجات لونية هادئة ومبهجة كدرجات الأزرق والأخضر. كما يلعب الخط العربى دورا مهما فى اغلب اللوحات فضلا عن تعدد الملامس و المسطحات بين ما هو ناعم وخشن وبارز ومسطح .