لعبت النهاردة بلى مثلثات ؟!..هكذا أعلن ابني عبد الله (4 سنوات) بعيون تملؤها زهوة الانتصار عن اكتشافه الجديد في عالم الألعاب وذلك بعد زيارة قصيرة لقريتنا واخذ يسترسل في شرح قوانين اللعبة بشغف لم أراه في عينيه من قبل. فإذا بمخيلتي تداعبها مشاهد الطفولة وألعابها (كيلو بامية -نط الحبل- الاستغمايه -شيكا علي العالي وشيكا علي الواطي-كهربه- طيروا- المنديل-الثعلب فات- الحجلة(الأولى)- السلم والثعبان –الليدو-بنك الحظ) وتذكرت كم كنت انبهر بوالدي عندما كان يحكى لنا عن العاب زمان التي كانوا يصنعونها بأنفسهم..كالمستعجلة (تشبه الاسكوتر حاليا)والعجلات التي تصنع من أغطيه الزجاجات والصفارات كانت من البوص وكذلك لعبه الكبة التي كانوا يجمعون نقى المشمش للعبها كما كانوا يستخدمونه بديلاعن البلى وكيف كان يصنع ميزانا من علب الورنيش والكرة الشراب والحكشه (تشبه الهوكي وتصنع من قلب النخيل) والسيجة وال7 طوبات وعسكر و حرامية. مرت السنوات ومضت الأيام وتغيرت الحياة شيئا فشيئا وتغيرت معها حتى الألعاب، ففي العصر الرقمي أصبحت الألعاب الإلكترونية امراً مسلما به في مجتمعاتنا إذ لا يكاد يخلو منها بيت ، تجذب الأطفال بالرسوم والألوان والخيال والمغامرة ،وأصبحت الشغل الشاغل لهم فترى الطفل ملتصقا بالشاشات الإلكترونية مراقبًا ومنفعلاً ومشاركًا. إنني لا أذم هنا في استخدام الأجهزة الحديثة أبدا، فاستغلال التقنية الحديثة أمر محبب ومطلوب،خاصة إنها تساهم في تنميه المهارات الحركية الدقيقة للطفل، وكذلك مهارات التوافق وتربي فيه الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات،لكنها مجرد مقارنة بين طفولة الأمس واليوم. خُلاصة القول..إن كثيراً من الآباء والأمهات وأنا منهم يرون أن طفولتهم كانت أكثر مرحا من أطفالهم، بالرغم من أنهم لم يحظوا بهذا الكم من الألعاب أو التقنيات لكنهم لعبوا في الطبيعة مع الأصدقاء وابتكروا وتخيلوا ألعابا بدون الحاجة لشحن بطارية جهاز أو شراء الموديل الأحدث ! ..والله كانت أيام حلوه. لمزيد من مقالات نيفين عماره