ما زالت حالة من الغضب تسيطر على الدول الأوروبية عقب تأييد السويسريين للاستفتاء على الحد من الهجرة إلى بلدهم، ففى الوقت الذى حذر فيه الاتحاد الأوروبى من تأزم العلاقات الثنائية مع سويسرا، طالب فولفجانج شويبله وزير المالية الألمانى الأوساط السياسية الأوروبية بأن تنأى بنفسها بوضوح عن الشعبويين والمتشككين فى جدوى الوحدة. وقال شويبله فى تصريحات لصحيفة «شتوتجارتر تسايتونج» الألمانية إنه »يتعين علينا أن نوضح خلال معركة انتخابات البرلمان الأوروبى كيف يستفيد المواطنون بشدة من حرية الانتقال«. وأعرب عن أسفه إزاء قرار غالبية السويسريين بالحد من الهجرة إلى بلدهم، مضيفا أنه يتعين على الساسة أخذ موضوع الهجرة على محمل الجد، موضحا أن هذا الموضوع قادر على التأثير فى توجهات المواطنين الانتخابية فى الاتحاد الأوروبي، وليس فقط فى سويسرا. وأكد الوزير الألمانى أن حرية الانتقال أحد خطوات التقدم المحورية التى أحرزها الاتحاد الأوروبي، كما تعتبر أيضا مصدرا للرخاء والنمو الاقتصادى والانفتاح. ومن جانبه، قال فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى فى بروكسل، حيث ناقش القضية مع نظرائه ال 27 فى الاتحاد الأوروبى إنه: »علينا تقييم العواقب بدون انفعال«. لكنه عاد وأكد أن سويسرا أضرت بنفسها«، مضيفا أن العلاقات العادلة مع الاتحاد الأوروبى تعنى أيضا الاستعداد لتحمل الأعباء أو العيوب التى من الممكن أن تنجم عن هذه العلاقة بنفس قدر الاستفادة من مميزاتها الكثيرة«. وفى غضون ذلك، حذر سياسيون بارزون بالاتحاد الأوروبى سويسرا من أن التكتل سوف يحتاج إلى إعادة النظر بشأن علاقاته معها ، وذلك فى أعقاب الاستفتاء الذى أيد فيه السويسريون الحد من الهجرة إلى بلادهم. وقالت بيا أهرينكيلدى المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن »حرية تنقل الناس مقدسة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لا يمكننا أن نقبل مثل هذه القيود دون أن تترتب عليها تبعات بالنسبة لبقية اتفاقاتنا مع سويسرا«. وأوضح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى خلال اجتماعهم فى بروكسل أمس الأول أن الاتفاق السويسرى الأوروبى بشأن الهجرة مرتبط عن كثب بالمنافع التى تحصل عليها سويسرا من اتفاقياتها الأخرى بشأن التجارة ومجالات أخري.