بدأت صباح أمس الجلسة الاولى من الجولة الثانية من مفاوضات مؤتمر جنيف 2 باجتماع عقده الأخضر الابراهيمى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية مع ووفد المعارضة السورية المشارك ثم أعقبه باجتماع مع وفد الحكومى دون أن يعقد الوفدان اجتماعا مشتركا. وتأتى الجولة الثانية من المفاوضات فى جنيف بعد نحو عشرة أيام من نهاية جولة أولى من التفاوض، بإشراف الابراهيمي، من دون أن تؤدى الى نتائج ملموسة وقد بدت الهوة واسعة فى هذه الجولة بين أولويات البحث بالنسبة للطرفين ففى حين ركز النظام على «مكافحة الارهاب»، طالبت المعارضة بالبحث فى تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات واسعة وقدم وفد الائتلاف الوطنى السورى المعارض تقريرا للإبراهيمى قبيل انطلاق الاجتماعات بنحو الساعة متضمنا انتهاكات النظام السورى لحقوق الانسان مشيرا الى أنه قتل منذ بدء المفاوضات فى مؤتمر جينيف 2 أكثر من 1805 أشخاص، منهم 834 شخصا فى حلب وحدها مستخدما خلالها ما يزيد عن 130 برميل متفجر ، وذلك خلال الحملة المسعورة التى قام بها فى حلب وداريا وغيرها فى الاماكن الأخري،وأوضح التقرير أن عمليات الهدم طالت أحياء سكنية كاملة فى سورية وذلك عبر هدم واسع النطاق بالمتفجرات والجرافات معتبرا هذه العمليات انتهاكاً لقوانين الحرب، لأنها لم تكن تخدم أى غرض عسكرى ضرورى مظهرا أنها بدت وكأنها تعاقب السكان المدنيين عن قصد، وتسببت فى أضرار كبيرة للمدنيين. ولفت التقريرالى ما وثقته منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش واللجنة الدولية المستقلة بخصوص استخدام النظام للقنابل العنقودية والصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة بالإضافة للقنص والذبح والتعذيب والاعدام خارج نطاق المحاكمات واثبتت تورطه بجرائم حرب كما أثبت تورطه فى جرائم ضد الإنسانية وهو تورط يشمل أعلى المستويات فى النظام السورى وأعاد التقرير الى الأذهان استخدام النظام السورى للسلاح الكيماوى ضد المدنيين والذى أدى لصدور القرار 2118 عن مجلس الامن والذى قضى بتفكيك ترسانة دمشق من هذا السلاح وتشكيل هيئة الحكم الانتقالى لبدء العملية الانتقالية وتنفيذ الاجراءات الضرورية لإحلال السلام فى سوريا عبر تنفيذ بيان جينيف ونبه التقرير الى أن استمرار الأزمة السورية يعنى أن 6000شخص سيموتون كل شهر، وأن سوريا تخسر عشرة ملايين ليرة فى كل دقيقة اضافة الى أن 300 شخص يهجّرون من بيوتهم كل ساعة وأن 9000 شخص يصبحون تحت خط الفقر الأدنى و2500شخص يفقدون القدرة على تأمين قوتهم كل يوم أن 10 آلاف شخص يخسرون عملهم كل أسبوع، ومع كل سنة تستمر فيها الأزمة تتراجع سورية ثمانى سنوات إلى الخلف فى جميع المؤشرات الاقتصادية والتنموية. وميدانيا أفاد مركز حماة الاعلامى أمس بسيطرة قوات المعارضة السورية على قرية معان بريف حماة موضحا فى الوقت نفسه أن القوات النظامية قامت باقتحام بلدتى الجلمة وصوران فى المنطقة نفسها مترافقا ذلك مع تقارير تشير الى إعدام العشرات من المدنيين بينهم سبعة أطفال وسيدة واستمرار الطيران الحربى السورى قصف مناطق دوار الحيدرية وحى الميسر فيى حلب بالبراميل المتفجرة , بالاضافة الى القصف بالصواريخ الفراغية على حى الانصار الشرقي وفى تلك الأثناء كشف نشطاء ومعارضون أمس عن أن جماعة الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) المنشقة على تنظيم القاعدة سحبت قواتها من محافظة دير الزور الغنية بالنفط بشرق سوريا. وعلى صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أمس أن مشروع قرار يطالب بتأمين وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين فى المدن السورية المحاصرة سيطرح على مجلس الامن الدولى داعيا فى تصريحات له أمس الى تسهيل الوصول لمدن سورية من أجل نقل أدوية ومواد غذائية.