رفضت قوى سياسية وحزبية المبادرات المطروحة على الساحة للتصالح مع جماعة الإخوان، ومنها مبادرات ما يسمى التحالف الداعم للجماعة ومبادرة حسن نافعة الأخيرة. ومن جانبه وصف العميد خالد عكاشة الخبير الأمني، المبادرات الأخيرة بأنها تحتوى على ألغام بين السطور، حيث وصفت الأزمة الحالية بأن هناك طرفين للنزاع ووضعت الشعب المصرى بمؤسسات دولته فى «كفة» والإخوان وحلفاءها فى كفة أخرى وان هذه المبادرات معروف مقدما ان الدولة المصرية سوف ترفضها وبالتالى هى موجهة بالأساس الى المجتمع الغربى أملا منهم فى تدويل قضيتهم ووجود مباحثات «جنيف مصرية» على غرار المباحثات السورية التى عقدت بمدينة جنيف وإجبار النظام المصرى الحالى أو المقبل على الجلوس وجها لوجه مع هذه التنظيمات الإرهابية على مائدة واحدة وابتزاز الشعب المصرى بالكامل، وأوضح عكاشة ان المصالحة الوحيدة الممكنة هى الاحتكام للشعب المصرى عن طريق قبوله او رفضه لعودة الإخوان عن طريق «الصناديق» وليس عن طريق الخيانة أو الاستنزاف. أكد الدكتور وحيد عبد المجيد المتحدث الرسمى لجبهة الإنقاذ أن مبادرات التصالح مع الإخوان تطرح فى غير وقتها وفى غياب الظروف الملائمة لها ولذلك تنتهى بسرعة كما بدأت. وقال عبد المجيد فى تصريحات ل «الاهرام»: إنه لا توجد مبادرة بالمعنى الدقيق لعدم وجود مقومات موضوعية للمبادرة فى هذه المرحلة ولا يطرح سوى مجرد آراء أو اجتهادات شخصية . واضاف عبد المجيد انه لا يمكن الحديث عن مبادرات جدية يمكن أن تحقق نتيجة إلا بعد ان تتخذ قيادة الإخوان خطوة أساسية من جانبها بإجراء مراجعات جذرية لأفعالها الإرهابية مشيرا الى ان الجماعة مازالت أسيرة لها رغم فشلها على مدى عقود طويلة وهى صياغة الجماعة «الجامعة». وأوضح عبد المجيد أن الجماعة تقوم بكل شيء من عمل سياسى ودينى ودعوى واجتماعى وتخلط الدين بالسياسة وتجعل الدين تجارة وتعمل من خلال تنظيم سرى مغلق مرتبط بتنظيم دولى عابر للحدود لا قيمة للوطن عنده. وقال عبد المجيد إن هذا وضع غير طبيعى ويحول دون أى مبادرات يمكن أن تحقق نتائج قبل إنهاء هذا الوضع وإعلان قيادة الاخوان تخليها التام منه وانهاء التنظيم السرى المرتبط بالخارج . ومن جانبه أكد اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد أن الشعب لن يقبل التصالح مع الإخوان خاصة فى هذه المرحلة الراهنة. وقال اللواء سفير نور ل «الاهرام»، إن المصالحة مع الإخوان هى خيانة للوطن وطعن للشرطة والجيش فى ظهرهما. واعتبرت المستشارة تهانى الجبالى ان ما ورد فى حديث الدكتور حسن نافعة عن فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية ما هو إلا إعادة انتاج لنفس فكرة قمة المصالحة التى تحدث بها البرادعى والدكتور أحمد كمال أبو المجد وزياد بها الدين، وقالت الجبالى إن الهدف من هذه المصالحة عودة هذه الجماعة والتنظيم للمشهد السياسى مجددا مؤكدا أن هذه المحاولات تعد من قبيل الخيانة الوطنية لإرادة الشعب المصرى ولثورته المجيدة التى طالبت بسقوط هذا التنظيم الفاشى المتآمر على مصر. وأضافت الجبالى أن هناك فرقا كبيرا بين المصالحة مع تنظيم متآمر، وخائن، جاء لينفذ أجندة، ويُخدم على الموقف الأمريكى لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، وبين مبادرات هادفة تحاول إعادة الشباب الذين سلبوا إرادتهم، وأذهانهم، تحت مسمى مشروع إسلامي، إلى رشدهم. وأوضحت الجبالى أن محاولات التصوير للخارج أن هناك أزمة بين طرفين فى الشارع المصرى جماعة متآمرة وطرف آخر، ما هى إلا محاولة لتركيع الدولة الوطنية المصرية، والتى لا تقبل أبدا أى ضغوط أو إملاءات من الخارج. وأكد هانى الحسينى أمين الشئون السياسية بحزب التجمع أن المبادرة التى طرحها نافعة كان لابد أن تطرح مباشرة من جانب أصحاب الشأن المسمى »تحالف دعم الشرعية«، ولكنها بهذه الطريقة مثلها مثل عدة مبادرات أخيرة، هى عبارة عن »بالونة« اختبار جديدة، ولكنها فى نفس الوقت قديمة. وقال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل: إنه لم يتم منح د. حسن نافعة أى تفويض لطرح مبادرات للصلح مع جماعة الإخوان الإرهابية، كما أنه غير مؤهل لذلك، وأن ما تحدث عنه نافعة مرفوض شكلا، وموضوعا.. موضحا أن هذا العمل ما هو إلا رسالة من التنظيم الدولى للإخوان بعد أن فقدوا ظهيرهم الشعبى الذى حاصر قواعدهم التنظيمية فى كل مكان. وأكد الشهابى أن هذه المبادرة جاءت من الشخص الخطأ فى التوقيت الخطأ. وأضاف الشهابي: أن هذه المبادرة محاولة من التنظيم الدولى لكى يطل برأسه من جديد على الساحة السياسية المصرية، وانتخابات مجلس النواب. من جانبه قال الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي: إنه إذا كان هناك حديث عن مبادرات للصلح، فكان الأولى أن تصدر من جانب هذه الجماعة أو من يمثلها.. مشيرا إلى أن المبادرة التى طرحها الدكتور حسن نافعة لاقت رفضا وهجوما شديدين من جانب البعض، وهذا أمر طبيعى أمام عمليات العنف والإرهاب التى قامت بها هذه الجماعة. وأكد أبوالغار ضرورة الحوار مع هؤلاء الشباب المنصاعين وراء قادة هذه الجماعة الذين بدورهم يقومون بتحريض هؤلاء الشباب. ومن جهته قال جورج إسحاق القيادى لجبهة الإنقاذ: إنه ليس مع أى مبادرات للمصالحة مع هذه الجماعة فى ظل وجود حالة من الاحتقان والغضب فى الشارع المصرى بسبب العمليات الإرهابية التى قامت بها هذه الجماعة، واستهدفت المصريين. وأكد الدكتور حسن السعدى رئيس قسم التاريخ لجامعة الإسكندرية أنه لا يمكن التصالح مع أى فصيل تعدى على الوطن، وجعل خلفيات المصالحة تحمل الدماء والإرهاب، مؤكدا أنه لابد من رد الحقوق للمصريين، وإعمال القانون والعقوبة على من أخطأ فى حق الوطن. أما إيهاب زكريا عطا الله عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار فوصف المبادرة، وإعادة تسليط الأضواء عليها فى ذلك الوقت، بأنه خيانة لدماء المصريين، وخيانة للثورة المصرية سواء ثورة 25 يناير أو 30 يونيو، وأضاف أن طرح تلك المبادرات جاء لغياب قوة الحكومة فى التعامل مع هذا الفصيل قانونيا.