ليس كمثل المملكة العربية السعودية شقيق، واذا كان الصديق الحق تعرفه وقت الضيق، فالمملكة خير الصديق، سواء فى وقت الضيق أو فى غير أوقات الضيق، إن المملكة هى المملكة، كلمة واحدة، مواقف ثابتة، سياسة خارجية تحكمها أخلاق الإسلام، والحب الجارف لمصر والمصريين هو هو لا يتغير، وكيف يتغير والدولتان بما لهما من ثقل هما رمانة الميزان فى تلك المنطقة الملتهبة بالتغيرات والمشكلات والتحدي؟ الببلاوى فى السعودية، ما الجديد؟ هو فى بلده الثاني، أخ كريم وابن أخ كريم، أهلا به ومرحبا، جاء يبحث عن استثمارات سعودية جديدة لمصر، وما الغريب؟ وهل كانت استثمارات المملكة يوما فى منأى عن مصر؟ آخر الإحصاءات تشير إلى أنها بلغت حتى الآن 5.7 مليار دولار، بما يعادل 27% من كل استثمارات الدنيا كلها فى مصر، ويتحدثون عن حزمة مساعدات جديدة من المملكة للشقيقة مصر، وفيها إيه؟ وهل توقفت السعودية يوما عن مساندة مصر؟ يقولون: بل جاء يشكر جلالة الملك عبدالله وشعب السعودية على المواقف المشرفة تجاه الكنانة، لكن.. هل بين الشقيق وشقيقه شكر؟ الواجب هو الواجب، ودائما السعودية «صاحبة واجب»، وإن نسينا نحن المصريين ما نسينا، فهل ننسى كلمات الوالد المؤسس، الملك عبدالعزيز، رحمة الله عليه، عندما أوصى أبناءه بمصر وأهل مصر؟ وهل يمكن أن ننسى الموقف التاريخى للراحل الفذ الملك فيصل مع مصر خلال حرب 73، عندما وضع البترول، وما وراء البترول، تحت أمر الحق العربي، والشرف العربي، والكرامة العربية؟ ثم ها هى الأيام تدور دورتها، ويثور الشعب فى 30/6 على الذين حاولوا خداعه، فإذا بالمملكة تعلنها مدوية: نحن مع ما يريده الشعب المصري، ولن نخذله، وكان موقف سعود الفيصل فى باريس قاطعا كالسيف: لن نسمح لأحد بانتهاك كرامة مصر، هكذا يعرف الرجال، وتعرف مواقف الحكماء، الذين يعرفون جيدا ألاعيب الصغار! الببلاوى فى السعودية، أهلا وسهلا، الزيارات تروح وتأتي، لكن ثوابت الأمم ومبادئها وأخلاقها تبقي، ومن أهم الثوابت أن مصر لا يمكنها الاستغناء عن السعودية، ولا يمكن للمملكة أن تستغنى عن مصر، تلك كلمة التاريخ وإرادة الجغرافيا، تتغير السياسات «الوقتية» حسب مقتضيات الحال، لكن يبقى للتاريخ والجغرافيا الكلمة الفصل! لمزيد من مقالات رأى الاهرام