للمرة الثانية خلال شهر ونصف وجهت مباحث الجيزة ضربة موجعة للصوص الآثار بالجيزة, وتمكنت من ضبط مخزن للآثار داخل مزرعة للخيول بمنطقة أبوالنمرس, قام صاحبها بإخفاء الآثار في سراديب داخل المزرعة, كما قام بدس بعضها بين مأكولات الخيول لإخفائها, وتبين أن القطع المضبوطة نادرة وليس لها مثيل في المتاحف الأثرية, كما أنها من الممكن أن تملأ أكثر من ستة متاحف أثرية, وأمر المستشار ياسر فاروق التلاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بسرعة القبض علي المتهمين الهاربين صاحبي المزرعة, وتبين أن أحدهما تاجر مجوهرات. وكان اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة قد أمر بشن حملات علي منطقة أبوالنمرس باعتبارها منجما من الآثار, وأسفل أراضيها ومنازلها مخازن للآثار النادرة, وداهمت قوة من المباحث برئاسة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة مزرعة للخيول بمنطقة أبو النمرس, حيث تم ضبط قطعة أثرية و50 تابوتا أثريا وعدد من الأسلحة والطلقات التي تستخدم في صناعة القنابل. وأمر محمد الفوتي رئيس نيابة جنوبالجيزة الكلية بتشكيل لجنة من رئيس هيئة الآثار لفحص القطع الأثرية المضبوطة, وأكدت اللجنة أثرية1056+ قطعة أثرية, ومازالت اللجنة تفحص1200 قطعة أخري. وأكد عمرو أباظة مدير نيابة مركز الجيزة أن القطع المضبوطة هي تمثال للكاتب المصري مصنوع من الجرانيت, وثلاثة تماثيل لحيوان يشبه فرس النهر مصنوعة من الرخام عليها رسوم ونقوش, وتمثال من الجرانيت لأحد يركض علي الأرض, وفازة من الذهب الخالص, ومجموعة من التماثيل صغيرة الحجم مصنوعة من الجرانيت لعدد من الآلهة, بالإضافة إلي عدد كبير من التماثيل لوجود الملوك بداخل علبة كبيرة مصنوعة من الذهب, وعددا من التماثيل الخشبية لوجوه ملكات الفراعنة, بالإضافة إلي كميات كبيرة من سلاسل وقراريط وأساور وخواتم ملكات الفراعنة المصنوعة من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة. وقد تمكن اللواء مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة والعميد عبدالحميد أبوموسي مفتش المباحث من العثور علي كميات كبيرة من العملات الذهبية والأثرية النادرة, و50 تابوتا لملوك وملكات الفراعنة مصنوعة من الرخام عليها نقوش وترانيم ورسومات بارزة, وعدد من التماثيل المصنوعة من الرخام الملون لوجوه الآلهة والملوك. وكشفت التحقيقات التي باشرها محمد الفوتي أن قوة من المباحث داهمت مزرعة الخيول بمنطقة أبوالنمرس القريبة من المنطقة الجبلية, وعندما اقتحمت غرفة نوم صاحب المزرعة الهارب, قامت القوات بهدم أحد حوائطها, وتبين أن وراء الحائط المتهدم غرفة كبيرة بداخلها القطع الأثرية التي تم العثور عليها, حيث قام الجاني بإخفائها داخل حفرة كبيرة بالحجرة وبين مأكولات الخيول. وأضافت التحقيقات أن المزرعة يمتلكها تاجر مجوهرات هارب ويقيم فيها مع والدته ويتردد تجار الآثار علي زيارته داخل المزرعة. وأمرت النيابة بالتحفظ علي المضبوطات. وكشفت التحقيقات عن ضبط عدد من الأسلحة الآلية داخل المزرعة, و10 طلقات جرينوف يتم استخدامها في صناعة القنابل اليدوية, وكميات من الطلقات الأخري, وتم التحفظ عليها. وأكد رئيس هيئة آثار الجيزة أن المضبوطات التي تم فحصها أثرية وترجع إلي العصور الرومانية واليونانية وأن الفيرم التي تم العثور عليها عبارة عن تماثيل صغيرة لوجوه الألهة, وتقدر القطعة الواحدة منها بآلاف الجنيهات, وأن القطع المضبوطة نادرة ولا يوجد لها مثيل في جميع المتاحف المصرية, وأن هذه التماثيل لا تقدر بثمن, علي الرغم من قيام تجار الآثار بعدم معرفة قيمتها وبيعها بأبخس الأسعار, طمعا في المال لتهريبها للخارج. وأضاف أن معظم التماثيل المضبوطة تعود إلي الأسرة الأولي في الحقبة الفرعونية التي تعد من أهم الأسر في التاريخ الفرعوني, وبعض التماثيل تعود إلي الأسرة اليونانية.