الآن باتت المعركة مكشوفة ومفتوحة ما بين جماعة الإخوان التي تسعي لإسقاط الدولة والشعب المصري وهذه المعركة التي يتم استخدام الإرهاب فيها بأقصي درجاته وأكثرها خسة وحقارة تأتي بعدما وصل الإخوان إلي قمة اليأس من الشعب المصري فلم تعد تجدي معه كل محاولات الخداع أو التجارة باسم الدين, أو التستر خلف ورقة الشرعية, أو الادعاء بأن الإخوان جزء من ثورة يناير, أو خداع البسطاء بأنهم يحملون الخير لمصر. وفي مقابل كل هذه المحاولات البائسة واليائسة فإن المصريين أعلنوها مدوية أن الشعب يريد إعدام الإخوان, ولم يكن هذا الحكم وليد لحظة أو في ميدان واحد بل جاء بعد مسار طويل وتردد في ميادين مصر, فقد إختار المصريون في البداية رفع شعار يسقط.. يسقط حكم المرشد, وأسقطوا حكم المعزول محمد مرسي وجماعته, وبعد العمليات الإرهابية تطور الأمر وأصبح النداء الآن ينحصر في أن الشعب يريد إعدام الإخوان. ولذا لم يكن غريبا وهذه هي الحال علي الأرض أن تنفجر الأعمال الإرهابية في مناطق عدة من البلاد, وذلك في محاولة لإعلان أن هذه بداية موجة إرهابية, وأن جماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية اختارت الجبهة المصرية لتنقل أعمالها الإرهابية إليها, وأن تقاتل حتي الموت من أجل اسقاط الدولة المصرية أو إنهاكها بأقصي درجة لأنها العقبة الوحيدة أمام مشروعها التآمري. ويبدو أن جماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية كالقاعدة والسلفية الجهادية وغيرهما يراهنون علي الخبرة الإرهابية التي تجمعت لديهم, وعلي الاحتضان الغربي والأمريكي بالأساس والذي يوفر الغطاء السياسي للعنف والإرهاب, فضلا عن الرهان علي كسر إرادة المصريين والشرطة المصرية والمؤسسات العسكرية, إلا أن ذلك كله مجرد أوهام, فهؤلاء جميعا لم يتمكنوا إلا من نشر الخراب والدمار فقط في دول متخلفة أو منقسمة, ولكن في الحالة المصرية فإن الشعب وحكومته علي قلب رجل واحد, والآن يدرك الجميع أن الجماعة لاتحمل سوي مشروع الخراب لمصر, كما أن الشعب الذي استرد حريته لم يعد بعيدا عن معركة المصير التي تخوضها مصر من أجل استقلال قرارها الوطني, والانحياز إلي أمتها ضد مشاريع التجزئة والتقسيم وتدمير دول المنطقة, ويبقي أن علي هؤلاء الإرهابيين ومن يقف خلفهم أن يدركوا أن مصر علي قلب رجل واحد تخوض معركة المصير.. فهذه معركة ما بين قوي النور والظلام, وما بين الاستقلال والتبعية والخضوع, وما بين أنبعاث مصر من جديد كقوة لصالح أمتها أو تقسيم مصر وتقزيمها وانكفائها كجثة ممددة علي خريطة الشرق الأوسط. أنها معركة لن يقبل الشعب ؟ باسقاط الدولة المصرية وهذه معركة لن يقبل أي مصري وطني إلا بالانتصار فيها. لمزيد من مقالات رأى الاهرام