قبيل ساعات من حلول الذكري الثالثة لثورة25 يناير, أطل الإرهاب الأسود بوجهه القبيح, ليفسد علي المصريين فرحتهم, ويزعزع استقرارهم, ويحاول إعاقة مسيرتهم. ففي وقت متقارب شهدت القاهرةوالجيزة أمس عدة حوادث إرهابية, بدأت في السادسة والنصف صباحا بمحاولة تفجير مبني مديرية أمن القاهرة, باستخدام سيارة مفخخة, مما أسفر عن استشهاد4 من رجال الشرطة, وإصابة76 آخرين, غادر المستشفيات منهم68 بعد تلقيهم العلاج واستقرار حالاتهم. وأعلنت وزارة الصحة وفاة أحد المجندين في حادث انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع بجوار محطة البحوث لمترو الأنفاق أمس,وإصابة9 مازالوا يتلقون العلاج. كما وقع انفجار بالقرب من سينما رادوبيس في شارع الهرم أدي إلي سقوط قتيل وإصابة6 آخرين من المواطنين. وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية, وقوع انفجار بالقرب من قسم شرطة الطالبية بمحافظة الجيزة, دون وقوع أي ضحايا. ومن جانبها, تعهدت رئاسة الجمهورية, بالقصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الإرهابية, وأكدت أن كل من سولت له نفسه, سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ, سيعاقب أشد العقاب. وقالت في بيان لها لن نتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات استثنائية للذود عن الوطن, والحفاظ علي أرواح أبنائه. وأوضحت أن مثل هذه الحوادث الإرهابية, التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلي توحد إرادتهم, وحرصهم أكثر من أي وقت مضي علي بلورة أهداف ثورتي25 يناير و30 يونيو المجيدتين, لتزيد من تصميم مصر دولة وشعبا علي اجتثاث الإرهاب من جميع ربوع البلاد, ومن إصرارها علي تنفيذ خارطة مستقبل الشعب المصري وإرادته. وشددت الرئاسة علي أن الدولة ستدحر الإرهاب, وتجتثه من جذوره, وستحارب القائمين عليه بلا هوادة, ولن تأخذها بهم شفقة أو رحمة, ووصفتهم بأنهم تخلوا عن الوطن وابتعدوا عن صحيح الدين. ووصف الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء, تلك الحوادث الإرهابية بأنها محاولة خسيسة يائسة من قوي الإرهاب الآثمة لإفساد ما حققته مصر وشعبها من نجاح بإقرار الدستور الجديد. وشدد علي أن الحكومة والجهات الأمنية تقوم بجهود متواصلة لسرعة القبض علي مرتكبي تلك الجرائم, وتقديمهم إلي العدالة, لينالوا الجزاء العادل. ومن ناحيته وصف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, حادث الانفجار الذي استهدف مبني مديرية أمن القاهرة, بأنه جاء نتيجة محاولة سيارة نصف نقل اقتحام بوابة المديرية, فتبادل معها رجال الأمن إطلاق النيران, وفي لحظات حدث الانفجار بعد أن تبين أن السيارة كانت مفخخة. وأضاف الوزير أن الحادث الإرهابي لن يثني رجال الشرطة عن مواصلة حربهم الشرسة ضد الإرهاب الأسود. وكان الوزير قد تفقد الآثار التدميرية التي لحقت بمبني مديرية الأمن, وأمر بتشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة وضبطهم. وفي كلمات محددة قوية, عاهدت القوات المسلحة شعب مصر علي مواجهة الإرهاب الأسود بكل ما تملكه من قوة حتي تنجح في استئصال جذوره من مصر, وتنعم البلاد بالأمن والاستقرار. وأكدت القوات المسلحة علي لسان متحدثها العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أن عمليات الخسة والغدر التي تقوم بها مجموعات إرهابية متطرفة استحلت دماء المصريين, واتخذت من العنف المسلح منهجا ووسيلة لتحقيق أغراضها الخبيثة تستهدف بث الخوف والرعب في قلوب شعبنا العظيم حتي تمنعه من استكمال استحقاقات خارطة المستقبل وتعوق مسيرته نحو بناء الوطن وتنميته. وقالت: ليعلم دعاة الإرهاب والتخريب, أن محاولاتهم الخسيسة لن تزيد المصريين إلا إصرارا وتماسكا واصطفافا وطنيا وتلاحما بين الشعب ومختلف أجهزة الدولة في مواجهتهم. علي جانب آخر, كلف المستشار هشام بركات النائب العام, فريقا موسعا من محققي النيابة العامة, للانتقال إلي مقر مديرية أمن القاهرة بمنطقة باب الخلق لبدء التحقيقات في الحادث وإجراء المعاينة, وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. كما أمر المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية, بتشكيل فريق عمل من محققي النيابة العامة, لبدء التحقيقات وإجراء المعاينات اللازمة في حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف عددا من قوات الشرطة والأمن المركزي, وتسببت فيه عبوة ناسفة بدائية الصنع أعلي محطة مترو أنفاق البحوث بشارع التحرير بمنطقة الدقي.