مصر في 24 ساعة| موعد نهاية تخفيف الأحمال وطفل حائر بين ديانتين    حزب الله اللبناني يوقع قتلى وجرحى باستهداف آلية إسرائيلية على الحدود (تفاصيل)    أمير قطر وولي العهد السعودي يؤكدان ضرورة خفض التصعيد بقطاع غزة    ريمونتادا باريس سان جيرمان أمام برشلونة بدورى الأبطال على تليفزيون اليوم السابع    منتخب مصر يفوز على موريتانيا ويتأهل لنصف نهائي بطولة إفريقيا للصالات    عشرات المحاضر والمخلفات.. المحافظ يقود حملة مسائية لإزالة التعديات ومستوى النظافة بشبرا    الإمارات تشهد أكبر كميات أمطار خلال 75‬ عاما    غادة عبدالرازق: نجاح مسلسل صيد العقارب كسر «نحس» نجاحات كبيرة أردت تجاوزها    مستشار بمركز الأهرام للدرسات السياسية: العالم يعيش مرحلة من السيولة    وليد فواز: استمتع بأدوار الشر وسعيد بردود الأفعال على شخصيتي سالم ورباح    حمادة هلال يتحدث عن "الجن" بالمداح    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    مواصفات وسعر سيارة إم جي ZS موديل 2024 الجديدة كليًا    المخاطر البيئية وحقوق الإنسان ضمن نقاشات قصور الثقافة بالغربية    سفارة اليونان بالقاهرة تحتفل بالعيد الوطني وسط حضور دبلوماسي كبير    النيابة العامة تنشر فيديو مرافعتها في قضية حبيبة الشماع (فيديو)    رئيس جامعة الأقصر يشهد انعقاد الاجتماع الأول لمجلس إدارة بروتوكول التعاون مع تجارة أسيوط    حجازي يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ترويج إحدى المدارس الدولية لقيم وأخلاقيات مرفوضة    ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل في بني سويف    نوران جوهر تتوج بلقب «بلاك بول» للإسكواش    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: مقترح ببيع الفينو بالكيلو.. و11 غطاسًا يواصلون البحث عن جثمان غريق الساحل الشمالي    برلماني عن تدريس المثلية في مدرسة ألمانية بالقاهرة: الغرب يحاول اقتحام المجتمعات    بالفيديو.. خالد الجندي: الأئمة والعلماء بذلوا مجهودا كبيرًا من أجل الدعوة في رمضان    إحالة 5 من العاملين بوحدة تزمنت الصحية في بني سويف للتحقيق لتغيبهم عن العمل    أنشيلوتى: لدى ثقة فى اللاعبين وسنكون الأبطال غدا أمام السيتى    "من 4 إلى 9 سنين".. تعرف على سن التقدم للمدارس اليابانية والشروط الواجب توافرها (تفاصيل)    هانى سرى الدين: نحتاج وضع خطة ترويجية لتحسين المنتج العقاري ليكون قابلًا للتصدير    محافظ دمياط تناقش استعدادات مدينة رأس البر لاستقبال شم النسيم وموسم صيف 2024    وزارة النقل العراقية توضح حقيقة فيديو الكلاب الشاردة في مطار بغداد الدولي    لجنة متابعة إجراءات عوامل الأمن والسلامة لحمامات السباحة تزور نادي كفر الشيخ الرياضي    روشتة صحية لمواجهة رياح الخماسين غدا.. وهؤلاء ممنوعون من الخروج للشارع    خبير تغذية يحذر من هذه العادات: تزيد الوزن "فيديو"    برلمانية: التصديق على قانون «رعاية المسنين» يؤكد اهتمام الرئيس بكل طوائف المجتمع    إصابة فني تكييف إثر سقوطه من علو بالعجوزة    وزيرة الثقافة تُجدد الثقة في محمد رياض رئيسا للمهرجان القومي للمسرح    بعد ردها على منتقديها.. ريهام حجاج تتصدر مؤشر جوجل    ضبط 7300 عبوة ألعاب نارية في الفيوم    بالشيكولاتة.. رئيس جامعة الأزهر يحفز العاملين بعد عودتهم من إجازة العيد.. صور    شولتس يعلن اتفاقه مع شي على التنسيق بشأن مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا    فوز العهد اللبناني على النهضة العماني بذهاب نهائي كأس الاتحاد الآسيوي    فانتازي يلا كورة.. دفاع إيفرتون يتسلح بجوديسون بارك في الجولة المزدوجة    الخميس.. "بأم عيني 1948" عرض فلسطيني في ضيافة الهناجر    انطلاق المعسكر المفتوح لمنتخب 2007.. ومباراتان وديتان أمام ديروط و التليفونات    بعد انتهاء إجازة العيد.. مواعيد غلق المحلات والمطاعم والكافيهات 2024    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    الأرصاد تحذر من طقس اليوم: أجواء حارة على كافة الأنحاء    ناقد رياضي يوضح أسباب هزيمة النادي الأهلى أمام الزمالك في مباراة القمة    بعد التحذير الرسمي من المضادات الحيوية.. ما مخاطر «الجائحة الصامتة»؟    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليابان لا تبوح بأسرارها

القاعدة الثابتة الراسخة غير القابلة ولا الخاضعة للنقاش والجدل, أن الدول مخولة وملزمة بحماية أمنها القومي وما يرتبط به من أسرار قد يقود الكشف عنها لإلحاق أضرار بالغة به,
لكن هناك خيط رفيع يفصل بين هذا الحق المقدس وغل يد الصحافة ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين العاديين عن البحث في دهاليز وكواليس السلطة عن معلومات وبيانات كاشفة لمواضع فساد وخلل في إدارة شئون البلاد, وشتان بين حجب الأسرار عن عيون الجواسيس والأعداء وفرض سياج عال علي كل شيء وأي شيء.
ربما كانت تلك الحقيقة معبرة عن معضلة تعاني منها اليابان, منذ إقرار البرلمان الشهر الماضي لمشروع قانون حماية الأسرار الخاصة, والذي يقضي بحبس الموظف الحكومي المتهم بتسريب معلومات تخص المسائل المتصلة بالدفاع, والدبلوماسية, ومكافحة الإرهاب والتجسس لمدة تصل إلي عشر سنوات, وهو ما أعاد للأذهان قانون شهير صدر عام1925 تحت اسم قانون الحفاظ علي السلام والذي استغلته الحكومة آنذاك لقمع وإسكات المعارضة خلال الحرب العالمية الثانية.
فالنسخة اليابانية من قانون باتريوت أكت الأمريكي أصدرته إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر أثار حفيظة واستياء قطاعات عديدة في اليابان وخارجها, خشية تأثيراته وتبعاته علي حرية الإعلام وحقه في الحصول علي المعلومات وعلي الديمقراطية وآلياتها واستحقاقاتها, إذ لا يوجد تعريف واضح المعالم للمقصود بالأسرار, حيث سيكون بمقدور الحكومة والهيئات التابعة لها اعتبار ما لديها من معلومات مهما كانت غير مؤثرة سرية لا يجوز الاطلاع عليها لعقود قادمة, كما أنه سيتعارض مع قانون تداول المعلومات الصادر في.2009 وحاولت حكومة شينزو آبي التقليل من حدة الانتقادات الموجهة إليها بالإعلان عن تشكيل هيئة مهمتها تصنيف المعلومات المدرجة تحت بند السرية, غير أن هذه الخطوة لم تقلل من النقد المتصاعد للقانون, بل أنها زادت من المخاوف المثارة, خاصة بعد أن كتب شجيرو ايشيبا النائب بالدايت الياباني البرلمان علي مدونته: إن من يحتجون أمام البرلمان علي القانون لا يختلفون عمن يقوم بعمل إرهابي, فالرجل, الذي حاول الاستدراك فيما بعد, وضع التظاهر السلمي الذي يكفله الدستور والقوانين والأعراف الديمقراطية في كفة واحدة إلي جانب الإرهاب.
المثير للدهشة والاستغراب هو أسباب تحمس الحكومة اليابانية لإصدار هذا القانون الشائك في هذا التوقيت الذي تتأزم فيه علاقاتها مع جيرانها الأقربين, فاليابان من البلدان المعروفة بأن ثقافتها تشجع علي الكتمان وعدم البوح وليس لدي الساموراي الياباني المعادل ل سنودن المواطن الأمريكي الذي كان يتعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكية وسرب مئات الوثائق التي فضحت الولايات المتحدة وتجسسها علي الأصدقاء قبل الأعداء, والحق خسائر فادحة بالأمن القومي الأمريكي, وأحرج واشنطن راعية الحرية وحقوق الإنسان والخصوصية في عالمنا المعاصر لأنه أماط اللثام عن التناقض الشديد بين ما تقوله وما تفعله وانتهاكها لأبسط قواعد ومفاهيم حرية التعبير وحقوق الإنسان.
وحتي علي الصعيد العام فإن ما تتناوله الصحافة من أخبار وفضائح يتركز علي حياة المشاهير وغرامياتهم ومن النادر العثور علي وثائق كتلك المنشورة في الصحافة الغربية والأمريكية عن عمليات المخابرات والأجهزة الأمنية وفي أروقة مؤسسة صناعة القرار, فمثل هذه الأمور محاطة بجدار عازل يصعب اختراقه, اللهم إذا كانت السلطات اليابانية اكتشفت شبكات تجسس لم تعلن عنها.
وتتضاعف الدهشة والحيرة من الموقف المؤيد لواشنطن للقانون الياباني, فالسفيرة الأمريكية لدي طوكيو كارولين كنيدي أعلنت في بيان رسمي دعم بلادها لمساعي طوكيو الهادفة لحماية أسرارها, وهو ما يمكن ترجمته علي أن الولايات المتحدة الحليف الأول لليابان يوافق علي خطواتها في هذا الاتجاه. كذلك فإن التأييد الأمريكي يرجح صحة ما تردد, حول أن واشنطن تضغط علي حلفائها في القارة الآسيوية, للحيلولة دون تسريب المعلومات السرية. وهل القضية مرتبطة بما حصل عليه سنودن من وثائق أسقطت ورقة التوت عن أمريكا وأنشطتها المخابراتية غير القويمة التي انحرفت عن مسارها الطبيعي.
علي كل فإن الحكومة اليابانية وضعت نفسها في اختبار صعب عليها مواجهته وطمأنة اليابانيين بان ما تتخذه من إجراءات لن تمس حريتهم غير المنقوصة في الحصول علي المعلومات, ولن تحول دون أن تمارس الصحافة دورها المهم في ملاحقة الفساد والمفسدين, وأنه لا خوف علي الديمقراطية من قانون حماية الأسرار الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.