وصلت تكنولوجيا التجسس في العالم إلي مرحلة مرعبة مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي تشهده البشرية. واعترفت وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية أف بي آي موخرا بنجاحها في تعقب مطلوبين والقبض عليهم عبر استغلال هواتفهم المحمولة. وقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية وصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مؤخرا تسريبات عن مشروع مخابراتي تقوم به وكالة الأمن القومي الأمريكية اسمه الكوديبريزم. بدأ في2007 تحت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش الهدف منه مراقبة مستخدمي الإنترنت في العالم كله والتجسس علي كل تحركاتهم واتصالاتهم في الفضاء الرقمي. فتقوم الوكالة بجمع وتخزين نسخ من الملفات الصوتية والصور والفيديوهات والمكالمات التليفونية ونصوص الدردشات عبر الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني والملفات المرفقة بها إن وجدت وسجلات استخدام الانترنت وقائمة بالمواقع التي تمت زيارتها وكلمات وعبارات البحث الخاصة بالمشتركين في خدمات تسع شركات أمريكية في مجال الإنترنت هي: مايكروسوفت, ياهو,, فيسبوك, بالتوك, أمريكا أونلاين, سكايب, يوتيوب, أبل, وجوجل. هذه الملفات قد تحتوي علي معلومات شخصية, أو أسرار صناعية خاصة بشركة أو مؤسسة, أو اتصالات ذات طابع عسكري وأمني تخص دولة من الدول, أو تفاصيل صفقات تجارية, أو حسابات بنكية وغيرها من المعلومات التي يتم تبادلها في فضاء الإنترنت. خلاصة القول, إننا أمام أكبر عملية تجسس ومراقبة عرفتها البشرية من حيث الحجم والنوع: فالحجم بالمليارات والنوع يغطي كل ألوان الطيف المعلوماتي: شخصي, تجاري, عسكري, أمني, وسياسي, ويغطي أيضا كل أشكال المعلومات: نصوص وصور وفيديوهات. وطبقا للجارديان والواشنطن بوست, فقد قامت الوكالة منذ فترة بجمع وتخزين وفهرسة97 مليار تقرير معلوماتي بين ملف صوتي وفيديو وصورة ورسالة بالبريد الإلكتروني ومكالمة تليفونية ونص لدردشة ورسالة قصيرة عبر الإنترنت من شبكات الكمبيوتر في العالم. وكانت إيران أكثر الدول التي تعرضت حركة الإنترنت فيها للمراقبة والتجسس وجمع المعلومات من قبل الوكالة في هذا الشهر, حيث كان نصيبها14 مليار تقرير, وجاءت باكستان في المرتبة الثانية بواقع13.5 مليار تقرير, والأردن في المرتبة الثالثة بواقع12.7 مليار تقرير, ومصر في المرتبة الرابعة وكان نصيبها7.6 مليار تقرير, ثم الهند في المرتبة الخامسة بواقع6.3 مليار تقرير. من جانبه أوضح محمد محمود حمزة, الباحث السياسي وخبير الدراسات الإستراتيجية أنة يمكن تحويل الهاتف المحمول نفسه إلي أداة للتجسس بتشغيل المايكروفون الداخلي أو الكاميرا بحيث يتسني تسجيل كل حركات المطلوب وسكناته دون علمه حتي وان لم يكن يجري مكالمة و حتي وان كان مطفأ. وقد نقلت شبكة فوكس نيوز الأمريكية موخرا عن أحد خبراء التجسس باستخدام هذه التقنية أن أف بي آي توصلت بالفعل إلي طريقة للتجسس في حال إطفاء الهاتف, وأنه لا يمكن وقفها إلا بنزع بطاريته نزعا تاما. فإذا لاحظت نشاطا غير اعتيادي في هاتفك المحمول, كالاستنزاف غير المعتاد لشحن البطارية, أو السخونة الدائمة, أو طنين أثناء المكالمة عند تقريبه من سماعات وأنت غير متصل بأحد, فاعلم أن هذه مؤشرات تدل علي أن هاتفك المحمول قد يكون يتجسس عليك. هذا بالإضافة إلي برنامج سباي أو جاسوس الذي يوفر مجموعة واسعة من القدرات للتجسس علي الروبوت, اي فون, ويندوز موبايل, وبلاك بيري والهواتف الذكية حيث يتم تخزين السجلات الخاصة بك بأمان في حساب جاسوس التي يمكن الوصول إليها من أي مكان في العالم باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور التي قمت بإنشائها. وأضاف محمد محمود حمزة, ان هناك شتان بين من جند نفسه لخدمة لوطنه فقام بهذا الدور في سبيل حماية الوطن, فعمله مشروع, وبين جاسوس محترف تستأجره جهة من الجهات المشبوهة; ليزودها بالأخبار, ليس له هم إلا كسب المادة, فهذا مجرم, وعمله ليس من أخلاق أهل الإسلام. قال تعالي: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم. فتجسس ولاة الأمر علي المجرمين والمشهورين بالفساد ممن لهم سوابق في الشر, أو علي من تأكد اجتماعهم للتآمر والتخطيط بقصد العبث بالأمن, فالتجسس علي هؤلاء وأمثالهم مشروع, والقيام به واجب; لأنه من باب تدارك الشر قبل وقوعه. هذا وفي تحليل أمني يوضح مستوي الأمان في أشهر برامج المحادثة علي الأجهزة الذكية مثل البلاك بيري والاندرويد والأي فون تبين أن البرامج التي لا تستخدم التشفير تمكن الحكومات وشركات الاتصال والمخترقين( الهاكرز) من اعتراض أي رسائل أو صور, لذلك ينصح بعدم استخدام التطبيقات التي لا تستخدم التشفير لأنها وبكل بساطة ستكشف كل معلوماتك ورسائلك وجهات الاتصال لديك وصورك الخاصة.فمثلا برنامج سكايب يستخدم قدرة تشفير عالية الأمان في حين ان برنامج الواتس اب لا يستعمل اي معيار للتشفير, وأسوء برنامج من الناحية الأمنية, يكشف المحادثات والصور والأسماء لشركات الاتصالات والإنترنت يمكنك استعماله للأغراض العامة والعادية ولكن كل نشاطاتك من خلاله تستطيع شركات الاتصالات وأجهزة الأمن التلصص عليها ومعرفتها.كما ان برنامج شات اون من إحدي شركات المحمول الشهيرة يشفر المحادثات ويحميك من تلصص شركات الاتصالات والإنترنت وأجهزة الأمن عليها ولكنه لا يشفر الصور المتبادلة. وأيضا برنامج بلاك بيري ماسنجر المعروف باسم بي بي أم مشفر بواسطة شركةRIM ولا تستطيع الشركات مراقبة محتواها, إلا في السعودية والإمارات والهند فأنه تحت المراقبة.