توعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام التابع للقاعدة المعروف باسم داعش بسحق مقاتلي المعارضة السورية التي تخوض مواجهات عنيفة ضدهم منذ يوم الجمعة الماضية, وأعلن ابو محمد العدناني المتحدث الرسمي لداعش ان اعضاء الائتلاف السوري المعارض أصبحوا هدفا مشروعا للتنظيم. ووجه العدناني في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية تحذيرا شديد اللهجة الي المعارضة, متوعدا اعضاءها بالقتل, وقال في التسجيل ان الدولة الاسلامية في العراق والشام تعلن ان الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الاركان والمجلس العسكري, طائفة ردة وكفر, وقد اعلنوا حربا ضد الدولة وبدأوها. وتوجه الي عناصر تنظيمه بالقول اعلموا يا جنود الدولة الاسلامية اننا قد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رأسا من رءوسهم وقادتهم, فاقتلوهم حيث وجدتموهم ولا كرامة ودونكم خيري الدنيا والآخرة. وقال العدناني متوجها الي مقاتلي التنظيم ومتوعدا المقاتلين المعارضين احملوا عليهم حملة كحملة( ابو بكر) الصديق واسحقوهم سحقا, وأضاف قائلا والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر انتم ومن يحذو حذوكم. وقال يا من وقعتم علي قتال المجاهدين, توبوا ولكم منا الامان, والعفو والصفح والاحسان, والا فاعلموا ان لنا جيوشا في العراق وجيشا في الشام من الاسود الجياع, شرابهم الدماء وانيسهم الاشلاء. وكان الائتلاف اعلن في بيان اصدره يوم السبت الماضي دعمه الكامل لمعركة مقاتلي المعارضة ضد تنظيم الدولة الاسلامية, معتبرا انه من الضروري ان يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات الرئيس السوري بشار الاسد وقوي القاعدة التي تحاول خيانة الثورة. وتخوض الدولة الاسلامية معارك عنيفة في مناطق عدة مع تشكيلات من مقاتلي المعارضة هي الجبهة الاسلامية وجيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا. بعد أن قام عناصر الدولة الاسلامية بتعذيب وقتل طبيب شهير في حلب, واتسع نطاق الاشتباكات من حلب إلي إدلب ثم إلي الرقة معقل التنظيم, حيث وقع أعنف اقتتال داخلي بين الجماعات المعارضة منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس.2011 وتشارك جبهة النصرة التي تعد بمثابة الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا, في هذه المواجهات الي جانب مقاتلي المعارضة ضد الدولة الاسلامية. ومن ناحية أخري, دعا زعيم جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني إلي وقف هذه المعارك, محذرا من أن الاقتتال بين الجماعات المسلحة يهدد بخسارة المكاسب التي حققوها في مواجهة القوات الحكومية. وقال الجولاني, في تسجيل صوتي أوردته هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) إن قوات الأسد ستستعيد قوتها بعد أن كادت تختفي.واقترح تشكيل لجنة شرعية لحل النزاعات بين المقاتلين ودعا مقاتلي المعارضة للعودة إلي قتال القوات الحكومية. وعلي صعيد المواجهات الميدانية بين الجانبين, سقط المقر الرئيسي للدولة الاسلامية في مدينة حلب في ايدي مقاتلي المعارضة, وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان له سيطر مقاتلون من عدة كتائب اسلامية مقاتلة علي مستشفي الاطفال بحي قاضي عسكر وهو المقر الرئيسي للدولة الاسلامية في العراق والشام ولا يعلم حتي اللحظة مصير المئات من مقاتلي الدولة الاسلامية الذين كانوا يتحصنون فيه. واشار المرصد الي وجود معلومات عن تحرير عشرات المعتقلين في المقر الذي يعتبر من اهم معتقلات التنظيم. وسياسيا, قالت الأممالمتحدة أمس إن اعتزام الحكومة السورية طرح النتائج المحتملة لمؤتمر جنيف للسلام للاستفتاء بين الشعب السوري أمر ينبغي أن يخضع للمناقشة أولا في المفاوضات المرتقبة بين وفدي الحكومة والمعارضة في مونتيرو في سويسرا. وقال فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن هذه المسألة متروكة للسوريين أنفسهم,وانه ينبغي مناقشة عقد مثل هذا الاستفتاء عندما يجلس وفد الحكومة الحكومة والمعارضة علي طاولة المفاوضات في مونتيرو السويسرية. وكانت وزارة الإعلام السورية قد أعلنت أمس الأول اعتزامها اجراء استفتاء بين الشعب السوري ليقرر مصير ما سيتم التوصل اليه في مؤتمر جنيف للسلام. بينما أعلن الائتلاف السوري المعارض أمس الأول تأجيل قراره بشأن المشاركة في المؤتمر الي17 يناير قبل خمسة أيام فقط من الموعد المقرر للمؤتمر في22 يناير, وذلك بعد اكثر من48 ساعة من المناقشات الحادة بين اعضاء الائتلاف خلال اجتماعهم في اسطنبول. وعلي الصعيد الانساني,أطلقت المفوضية العليا لشئون اللاجئين ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة( يونيسف) حملة لجمع مليار دولار لتغطية تكاليف عمليات إغاثة وحماية أكثر من أربعة ملايين طفل سوري من النازحين داخل سوريا وفي البلدان المجاورة, وذلك في إطار استراتجية لا لضياع جيل التي تهدف إلي منح المتضررين من النزاع الفرصة لتشكيل مستقبل أكثر استقرارا وأمنا.