خمسة أيام فقط تفصلنا عن مفاجأة مدوية تخص الفريق احمد شفيق المرشح الرئاسي السابق, المقيم منذ مدة في الإمارات, الخبر زفه بهذه الصيغة هشام مراد القيادي في حزب الحركة الوطنية, وإن إعلانه سيكون عند انعقاد المؤتمر العام للحزب في التاسع من الشهر الحالي. ولا ريب في أن الجميع سينتظرون بشغف وتشوق المفاجأة الموعودة, والتي في ظني ليس كل الظن إثم أنها لن تخرج عن أمرين, الأول عودته للديار بعد تبرئة ساحته قضائيا في قضية أرض الطيارين, والثاني أنه حسم قراره وسيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة دون انتظار لمعرفة موقف الفريق عبد الفتاح السيسي من الترشح. وفي الحالتين فإنه يجب علي شفيق مراجعة حساباته سواء بالرجوع لوطنه الآن أو المنافسة علي المقعد الرئاسي, وهذا ليس مصادرة لحقه الكامل في العودة كمواطن, وإنما مراعاة أن وجوده علي الساحة مجددا, سوف يتسبب في انقسامات لا لزوم لها بين المصريين, الذين يواجهون خصما شرسا اسمه جماعة الإخوان الإرهابية. فالمصريون يحتاجون لمن يوحد صفوفهم للوقوف كجبهة متماسكة في مواجهة إرهاب وعنف الإخوان وانصارهم من التكفيريين, ولا يجوز في هذا الظرف الدقيق بعثرة الوقت والجهد علي تسوية ما سوف ينشب من خلافات ومعارك بين المعسكرين المؤيد والمعارض له. كما يتعين علي شفيق استيعاب أن تلك ليست مرحلته لاعتبارات تخص خلفيته السياسية وقربه من الرئيس الأسبق حسني مبارك, وأنه لم ينل صك البراءة السياسية مما حدث خلال توليه رئاسة مجلس الوزراء في عز ثورة الخامس والعشرين من يناير, فكاهله محمل بوزر سياسي لم يتخفف منه بعد. وإلي جانب كل ما سبق فإن من بين مواصفات الرئيس القادم أن يتوافر لديه القدرة واللياقة الجسدية والذهنية اللازمة للتصدي لمتاعب مصر الآنية, وهو ما قد يفتقده شفيق بحكم السن متعه الله بالصحة والعافية . فالخريطة تختلف تماما عما كانت عليه, عندما ترشح شفيق في الانتخابات السابقة, فالعناصر المستجدة فيها عديدة ولا اعتقد أنه سيقدر علي التعبير عنها وتلبية مطالبها واستحقاقاتها, ويكفيه ما حازه جماهيريا, ذاك هو الواقع دون تجميل ياسيادة الفريق, والبلاد تحتاج تضحيات جسيمة وليس البحث عن أمجاد شخصية. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي