تثبت الأحداث المتلاحقة بسرعة في مصر, أن قطار المستقبل يسير بقوة تجاه استكمال خارطة الطريق, وأن محاولات تنظيم الإخوان وأنصاره وعشيرته لم تتمكن من أن توقف الحياة في مصر وهذه المحاولات ترتبط بالحرب الإرهابية القذرة التي تشنها جماعات الموت والخراب, مثل تنظيم القاعدة الإرهابي, والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه مثل تنظيم بيت المقدس. والغريب أن أنصار جماعة الإخوان لا يجرون عملية مراجعة ولو محدودة لأوضاعهم الراهنة, فوفقا لاستطلاع للرأي لمركز بصيرة, فإن07% من المصريين لا يريدون إعادة دمج الإخوان في الحياة السياسية, وفي الوقت ذاته فإن الإخوان خسروا انتخابات الأطباء لأول مرة منذ82 عاما, وتكتسب الخسارة أهمية كبري بالنظر إلي أن نقابة الأطباء أحد المعاقل المهمة للإخوان منذ عقود, كما أن هذه الانتخابات الشفافة جاءت في ظل اشتباك الجماعة مع المجتمع المصري والدولة في آن واحد. وكشفت النتائج, سواء للاستطلاع أو الانتخابات, عن أن الجماعة تفقد رصيدها بسرعة هائلة, وأن المجتمع المصري قد أدار ظهره لها وأغلق الباب في وجه كوادرها بقوة وعنف. وإزاء هذه الوقائع المذهلة علي الأرض, فإن الجماعة اختارت التصعيد, ومحاولة إسقاط الدولة المصرية من خلال إنهاك الجيش والشرطة, والهجوم الضاري عليهما, وهو الأمر الذي يحاول توفير الغطاء السياسي لعمليات الإرهاب القذرة ضد القوات الباسلة في سيناء أو بقية محافظات مصر. إلا أن هؤلاء جميعا, ومن يقف خلفهم, لا يدركون أن التفاف المصريين حول الحكومة والجيش صامد وقوي للغاية, وذلك نظرا لتكشف وسقوط الإرهابيين واحدا وراء الآخر, فقد كشف قيادي في تنظيم بيت المقدس, عن وجود عشرة عناصر إرهابية تستعد لعمليات انتحارية ضد الجيش في سيناء, وأن هناك أجانب يشاركون في العمليات وإدارة التنظيم في غزة, ويبدو أن التنظيمات الإرهابية تتلقي ضربات موجعة يوميا, وأن حالة الاستباحة لسيناء من قبل الإرهابيين قد انتهت, ولم يتبق سوي نفر قليل من المغامرين واليائسين الذين بات واضحا أنهم لم ولن يتمكنوا من إيقاف الحياة في مصر. لمزيد من مقالات راى الاهرام