أسوأ وأغبي خطأ من الممكن الوقوع فيه, لدي خوضك معركة مصيرية حاسمة, أن تزود خصمك بسلاح يحاربك به ببراعة ويستغله في إنهاك قواك وتشتيت تركيزك. وهذا هو ما يجب أن تحذر منه وزارة الداخلية وتحتاط له اليوم قبل الغد, لأنها عبر أخطاء ساذجة يرتكبها ضباطها وجنودها يقدمون علي طبق من ذهب للإخوان وأنصارهم سلاحا يصوب لصدر الداخلية المنوط بها في ظروفنا الدقيقة المحافظة علي امن الجبهة الوطنية الغارقة في عنف الجماعة. فالحادث المؤسف والمؤلم الذي وقع في الأميرية قبل أيام, حينما قتل ضابط شرطة شابا عمره17 عاما, عقب تصادم عدة سيارات, يدق أجراس الخطر والإنذار لقيادات وزارة الداخلية بوجود خلل يتعين المسارعة لعلاجه سريعا قبل أن يستفحل ويستشري, وتفقد الداخلية الظهير الشعبي الذي وقف إلي جانبها وعزز ثقتها وحضورها في الشارع, بعد موقفها المؤيد لجماهير وحشود الثلاثين من يونيو. فليس في مصلحة مصر أن تشحن النفوس بالغضب من الشرطة مرة أخري, فالخسارة ستكون فادحة للعاملين فيها, وذاك احتمال وارد, إذا استمرت ما يصفه البعض بالأخطاء الفردية. فأسرة قتيل الأميرية جاهرت بأنها في عداوة مع الشرطة, وأنهم لن يحموا ظهرها مجددا, وهنا سيتدخل الإخوان لزيادة احتقان اهالي الضحية, وتوظيف غضبهم النبيل بما يخدم مخططها لإشعال بؤر توتر في كل مكان تصل إليه أيديهم, وتوجيه الناس لمشاركتهم مظاهراتهم البائسة لإعطاء الانطباع بأنها لا تزال قادرة علي الحشد. إن ما جري في الأميرية ليس الواقعة الأولي فقد سبقها عدة حوادث كان الجاني فيها من الشرطة التي قدمت منذ ثورة25 يناير400 شهيد, ولذلك عليها العثور علي علاج فوري لأفعال ضباطها وجنودها الطائشة, وأن تعقد لهم دورات مكثفة يتعلمون فيها كيفية ضبط النفس لأقصي درجة ممكنة وعدم الاندفاع لاستخدام سلاحهم الميري, وأن يتقنوا امتصاص نوبات الغاضبين في الشارع. ويدرك وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن نجاحنا في معركتنا العادلة مع الإرهاب وذيوله تقتضي التلاحم بين الأجهزة الأمنية والمواطنين, والتلاحم غير مقصود به غض النظر عن تطبيق القانون بحزم وقوة, بل الحرص علي ثقة الناس وعدم التفريط فيها. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي