نشطت هذه الأيام الجمعيات المصرية لحماية الطفل من الإعاقة في مطالبة الدولة باصدار قانون سريع يلزم الأسرة ومستشفيات الولادة بتحليل الدم من كعب المولود خلال الأيام الثلاثة الأولي من مولده, بعد أن أصدرت معظم دول العالم مثل هذا القانون.. وإذا كان بعض الأسر المصرية يقوم بهذا الإجراء, إلا أن معظم البيوت لا تعرف هذا التحليل أو حتي الفائدة منه فقد كشفت الحقائق العلمية كما تشرح د.أميمة خفاجي استاذة الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية بجامعة قناة السويس أهمية أخذ العينة في الأيام الأولي للولادة بأن يكون الطفل طبيعي الرضاعة حتي يمكن الكشف عن نسبة البروتين الطبيعية.. وبذلك يمكن الكشف عن جميع المعلومات الصحية والمستقبلية لهذا الطفل, خاصة عندما تتعلق الاختبارات بالتشوهات أو العيوب الخلقية كأمراض التخلف العقلي, فقد يحددها وجود خلل أثناء التحاليل للعينة في ارتفاع أو نقص أحماض أو إنزيمات معينة تضر بخلايا المخ مما يظهر بعض الأمراض مثل التخلف العقلي, وبهذا التحليل يمكن التنبؤ العلمي بتلك العيوب التي يمكن علاجها أو تجنب حدوثها. وأكدت نتائج هذه التحاليل في روسيا وألمانيا وأمريكا بواسطة المتخصصين في الهندسة الوراثية مثل العالم د. كيريل الكسيفتش الروسي الكشف عن الأمراض المستعصية مثل مرض خلل الغدة الكظرية والدرقية وهي أمراض سوء التمثيل الغذائي الذي يؤدي إلي حدوث تخلف عقلي.. فالثلاثة أيام الأولي قد تكشف أن لبن الأم به سكريات تمثل داخل جسم الطفل بطريق خاطيء مسببة أمراضا عقلية للطفل. وهنا يمكن إنقاذه بتغيير طبيعة الغذاء.. وإذا تأخر هذا التدخل السريع في الأيام الأولي تعرض الطفل للأمراض العقلية, وإذا مر أكثر من اسبوع( إذا كان هناك خلل) فيصاب ببعض أمراض التخلف العقلي ويكون عرضة لأمراض أخري يصعب علاجها. كما تضيف أستاذة الهندسة الوراثية, يجب أخذ عينة الدم من كعب الطفل إذ إن الكعب يوجد به أكثر كمية من الشعيرات الدموية وتخزن فيه الانزيمات والهرمونات ومن خلال تحليل هذا الدم بالذات يمكن الكشف عن نقص أو زيادة الهرمونات والانزيمات والتعاملات الكيميائية المراد الكشف عنها التي تعبر عن التشوهات الخلقية. .. ويجب أن تضاف نتيجة هذا التحليل إلي شهادة الميلاد والتاريخ الطبي للمولود.
