تعقيبا علي كلمتي عن الساحل الشمالي في يوم27 نوفمبر الماضي اتصل بي السيد المهندس حسب الله الكفراوي وزير التعمير الأسبق ليوضح بعض النقاط بشأن ما ورد في المقال.. وابتداء, ولمن لا يعرفون المهندس الكفراوي من الأجيال الجديدة, فهو قد تولي وزارة التعمير لمدة ستة عشر عاما متوالية, ووضع بصمته القوية علي العديد من المشروعات العمرانية في مصر, وهو بحق أبو المدن الجديدة أو المجتمعات العمرانية في6 أكتوبر والعاشر من رمضان والسادات ودمياط الجديدة. لقد تساءلت في المقال المشار إليه عن أسباب اقتصار التعمير في الساحل الشمالي علي القري الساحلية التي تحصر نفسها علي الشاطئ مباشرة, والتي لا تشكل عمرانا حقيقيا للمنطقة. قال المهندس الكفراوي إن ذلك الساحل الطويل كله, والممتد من الإسكندرية حتي مطروح, وحتي منتصف السبعينيات, كان مجرد منطقة قاحلة يسكنها البدو من رعاة الأغنام, ولم يكن هناك طريق وإنما مدق قديم من أيام الحرب العالمية الثانية, فضلا عن شريط لسكة حديد يمر عليه القطار الذي ينقل المياه أسبوعيا إلي مطروح, التي كان الذهاب إليها يستلزم موافقة حرس الحدود! وفي عام1977 وضعت دراسة شاملة للمنطقة بمعرفة مكتب استشاري هولندي, وإشراف الدكاترة: إبراهيم نجيب, وعثمان بدران, ومصطفي الجبلي, وحسن إسماعيل, وخلصت الدراسة إلي وجود ثلاثة موارد, أولها: شاطئ من أجمل شاطئ الدنيا,وثانيها أرض قابلة للزراعة منذ أيام الرومان, وثالثها مناطق جبلية تحتوي علي الطفلة و الحجر الجيري اللازمين لصناعة الأسمنت! وشملت الخطة التنفيذية إعادة تشغيل الآبار القديمة لزراعة الزيتون الذي استوردت له2 مليون شتلة من إسبانيا, وأنشئت للغرض ذاته ترعة الحمام. وأنشئ مصنع أسمنت العامرية. أما الشاطئ فبدأ تعميره بإنشاء القري السياحية: مراقيا ثم مارابيلا ثم مارينا.. إلخ. عند هذا الحد وجدتني أقول يكفي الكفراوي ورجاله هذه الإنجازات الكبيرة, وإذا كنا نطمح في توسيع وتطوير التعمير في الساحل الشمالي, فتلك مهمة رجال التعمير الجدد, فهم أيضا أكفاء وطموحون وقادرون علي تحقيق الأحلام. لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب