بجد وبدون لف ولا دوران نفسي اعرف احنا عايزين إيه بالضبط؟ احنا تعود علي سكان بر مصر المحروسة المنورة بأهلها وخلافاتهم واشتباكاتهم غير المتوقفة. ولكي لا يتسرب الشك إلي نفسك أصارحك منذ البدء بأن القصد من وراء استفساري ليس الهزل والاستخفاف, وإنما العثور علي إجابة شافية تبرر تعثرنا وثباتنا في مكاننا بعدما تحقق في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو من منجزات كان يفترض أن تعلو بنا لعنان سماء التقدم والتحضر. فحتي ثلاث سنوات مضت كنا نتصبب عرقا, بحثا عن دلائل ومؤشرات تمنحنا الأمل في أن المصريين سيأتي عليهم حين من الدهر يثورون فيه ويبدلون نظام مبارك الفاسد. وبدلا من أن يرزقنا الله بثورة وهبنا اثنتين, بعدهما رجعت ريما لعادتها القديمة, فالتخبط والتشرذم والاقتتال علي المغانم وكعكة السلطة الزائلة باتت هي الصفات الشائعة وكل يوم يمر نزداد تفرقا واختلافا وخذلانا للوطن وناسه دون أن يلوح في الأفق ما يبث الطمأنينة في القلوب الحائرة القلقة. وما إن انعم المولي علينا بإزاحة الإخوان قلنا إن الفجر قد لاح وسوف نستغل الشحنة القوية التي حصلنا عليها من تجديد دماء الثورة المصرية في القفز فوق حواجز البغض والكراهية وانقسام الصف, من أجل تعويض ما فاتنا من التركيز في البناء والتلاحم, غير أن المأساة استمرت واستفحلت. فحكومة الببلاوي كانت مبشرة قبل أن ننعتها بالمرتعشة والمترددة, وما إن بدأت تتحرك انهالت عليها أوصاف الديكتاتورية والاستبداد, وأنها لا تختلف سوءا عن سابقتها برئاسة هشام قنديل. وطالبنا وبحت أصواتنا لإلغاء مجلس الشوري وبمجرد أن وضعت لجنة الخمسين توصية تلبي الرغبة, حتي تعالي النحيب والبكاء عليه وعلي نسبة الخمسين في المائة عمال وفلاحين. وعندما بدأت الدولة في تطبيق القانون علي الجميع بلا استثناءات, وآخرها الخاص بالتظاهر خرج الثوار داعين للاعتصام واشتبكوا مع الشرطة مع أنهم سلخوا الحكومة قبل أشهر قليلة علي سكوتها مدة علي اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وعدم فضهما بالقوة. ولدي سعينا لوضع دستور جديد كانت عقلية المصالح المسيطرة, واهتمت كل طائفة بتحصيل نصيبها من الامتيازات والسلطات, ياجماعة هو فيه إيه؟!. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي