تأخر الطلاب عن طابور الصباح من أبرز المشكلات التي تؤرق المعلمين, فهو ليس فقط نوعا من عدم التقدير لقيمة النظام والالتزام بل هو يؤثر علي مستقبل الطالب. ويعرضه لمخاطر يوضحها د.حمدي حافظ أستاذ الاجتماع بجامعة جنوب الوادي بقوله: التأخر الصباحي له آثار علي الطالب وعلي المدرسة فهو يحرم الطالب من التمارين الصباحية التي تعود عليه بالحيوية والنشاط بعد فترة النوم التي مر بها ليلا, كما يحرم الطالب من سماع برامج الإذاعة المدرسية فلا يستمع إلي المعلومات العلمية والثقافية ولا الأخبار التي تتعلق بأنشطة المدرسة, كما أن الطالب يحرم من حضور الحصة الأولي إما لوصوله متأخرا أو لعقابه بحرمانه من حضورها, وقد تكون هذه الحصة لإحدي المواد العلمية المهمة, وغالبا يتعرض الطالب للمساءلة وللعقاب, لذا يفضل الطالب المتأخر عدم دخول المدرسة وغياب ذلك اليوم, وبالطبع لايفضل العودة للمنزل خوفا من تأنيب الأهل فيلجأ لقضاء ذلك اليوم في الشارع, وهنا يحدث ما لا تحمد عقباه, فقد يتعرف علي أصدقاء السوء ويعزف عن الدراسة. و يشير د.حمدي حافظ إلي أن بعض حالات التأخر تكون المدرسة هي المسئولة عنها, فبعض التصرفات التي تمارسها المدرسة خلال الاصطفاف الصباحي علي الطلاب- مثل متابعة إطالة الشعر أو الملابس وغيرها, تدفع الطالب إلي تعمد التأخر تلافيا للإحراج أمام زملائه, كما أن عدم تنفيذ المدرسة للأنشطة الترفيهية والرياضية تقلل من حماس الطالب في الحضور المبكر للمدرسة. ومن جهة أخري يؤدي التأخر الصباحي إلي اضطراب النظام المدرسي وقطع المعلم للشرح وغيرها من الأمور التي تؤثر علي العملية التعليمية. و لعلاج ظاهرة التأخر الصباحي كما يقول أستاذ علم الاجتماع أن الوقاية هي دائما خير من العلاج, فمثلا إذا كانت أسباب التأخر تتعلق بانتقال الطالب من البيت إلي المدرسة فيمكن للأسرة إيقاظه مبكرا عن الموعد بفترة مناسبة حتي يتمكن من الوصول للمدرسة مبكرا, و يجب تحديد موعد لنوم الأبناء حتي يتمكنوا من النهوض مبكرا, الاهتمام بمظهر ونظافة الأبناء حتي لا يصبح ذهابهم للمدرسة سببا في إحراجهم. ويجب أن تبتعد المدرسة عن العقاب البدني ومحاولة كسب ود الطالب والتقرب منه, فلابد من الاهتمام بالأنشطة الترفيهية والرياضية حتي تزرع حب المدرسة لدي الطالب بحيث يشعر أنها بيته الثاني الذي يمارس فيه هواياته ويجد فيه متنفسا من هموم الدراسة.