رغم أن استطلاع مؤسسة تومسون رويترز الذي انتهي إلي أن مصر أسوأ بلد عربي يمكن للمرأة أن تعيش فيه لا يعبر عن الواقع بدقة, ففي واقعنا ما يدل علي أن أوضاع النساء المصريات تتدهور بشكل مطرد. ولا يقتصر هذا التدهور علي حياة المرأة اليومية وما تتعرض له من انتهاك لحقوقها, بل يشمل النظرة الدونية التي تنطوي علي ازدراء بات يثير اشمئزاز كل من يدرك أنه لا حياة لمصر إلا باحترام حقوق مواطنيها كافة دون تمييز. وقد بلغ التدهور المبلغ الذي أدي إلي انتشار النظرة الدونية للمرأة كما النار في الهشيم. فهي لم تعد محصورة في فئات اجتماعية ومناطق جغرافية تعاني ويلات تقاليد اجتماعية بائسة متراكمة عبر الزمن ولم يعرف نور التقدم طريقا إليها, بل صارت منتشرة حتي في أكثر المجالات التي يفترض أن تحمل هي هذا النور إلي كل بقعة في مصر, مثل الفن الذي ابتلي بمن يسمون فنانين بينما هم لا يعرفون عن الفن إلا أنه وسيلة لملء خزائنهم. ففي سوق الفيديو كليب الضارب في عشوائيته عددا من الأغاني الهابطة التي تعيد مصر إلي عصر سي السيد والحرملك بل إلي زمن الجواري0 ولا يخجل صانعو إحداها من تسميتها سي السيد ولا من كلماتها المفجعة:( ليكي الكلام ولأي واحدة تحاول تلغي الفرق بين الرجل والست) و(أنا إللي أقول تعملي له.. أنا إللي أقوله تمشي عليه). وإذا كان غريبا أن يردد أي فنان في عصرنا مثل هذه الكلمات, فالأكثر إثارة للاستغراب أن يتورط بعض من يوصفن بأنهن فنانات في تقديم أغان تحفل باحتقار المرأة وتهميشها بدعوي أنها تذوب في زوجها فتصبح واحدة تانية خالص لا رأي لها ولا عقل ولا حتي وجود:( بقيت بالبس علي كيفه.. ما باقولش لا علي حاجة يعوزها.. وبقيت أشوف كل اللي يشوفه.. والتعليمات بالحرف أنفذها..). والحال أن هذه ليست أغاني بل جرائم يدمر مرتكبوها نتائج نضال قرن كامل من أجل إقرار إنسانية المرأة وحقوقها. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد