أصدر المشاركون في الدورة الثالثة عشرة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بيانا ختاميا أعلنوا خلاله عن تأسيس هيئة دولية تضم النخب الثقافية والفكرية من مختلف أنحاء العالم لمواجهة الصراعات الدولية لتكرس المزيد من الحوار والتسامح وتطبيقه علي أرض الواقع. وذلك بالتزامن مع احتفال العاصمة البلجيكية بروكسل بذكري نهاية الحرب العالمية الثانية, حيث عقدت في مقر البرلمان الأوروبي ندوة الحوار العربي الأوروبي في القرن الحادي والعشرين.. نحو رؤية مشتركة بحضور حشد كبير من المثقفين والمفكرين. وأشارت توكيا صيفي نائبة رئيس البرلمان إلي أن النزاعات في الدول الأوروبية والعالم العربي كانت في الماضي محلية, ولكنها أصبحت الآن تتأثر بها جميع دول العالم, وأوضحت انه يربطنا بالعالم العربي صلات حضارية وثقافية وتاريخ معقد علينا أن نعمل علي التركيز علي إيجابياته والوصول إلي رؤية مشتركة. وتطرق رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إلي أن إشكالية التطرف الحاصلة في العالم تستدعي الانفتاح علي الآخر وتقبله, وأوضح أن التعاون بين الشعوب ليس فقط مهمة السياسي بل علي الجميع أن يعمل كل في موقعه. وتحدث الرئيس البرتغالي السابق ورئيس لجنة حوار الحضارات في الأممالمتحدة جورجي سامبايو في كلمته عن قضايا الحوار والديمقراطية علي خلفية التغيرات العميقة التي يشهدها العالم العربي تحت اسم االربيع العربي, مشيرا إلي أن الصراع ليس بسيطا وأن المسلمين عامة يواجهون معضلة تكوين مجتمعات تعددية, وأشار إلي أن بعض أسباب النزاع تعود إلي عدم حسم الكثير من المفاهيم حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. وألقي الشاعر عبد العزيز سعود البابطين كلمة أكد فيها أن الحرب هي الخطيئة الكبري التي تزيد مشكلات البشر تعقيدا, ودعا البابطين إلي ضرورة إقرار الاختلافات بين الثقافات, مشيدا بتجربة الاتحاد الأوروبي الذي تمكنت دوله من الوصول إلي احترام الوحدة مع التنوع. إقرار الاختلافات بين الثقافات وعلي مدي يومين ناقش الحضور عددا من الموضوعات التي تهم الطرفين وهي إعادة التفكير في الديمقراطية, حيث انتقد عضو مجلس الحكماء التابع للأمم المتحدة الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح استبعاد الدول العربية من المفاوضات المنعقدة بشأن ملف إيران النووي محذرا من أن تكون تلك المفاوضات علي حساب الوطن العربي. من جهته قال رئيس وزراء البوسنة والهرسك السابق حارس سيلاجيتشبأن الديمقراطية مبدأ موحد لأننا جميعا نتوافق علي أنها جيدة لنا ويتعين عولمتها, الأمر الذي يعني إننا نسهم جميعا في هذه الديمقراطية ونعيد صياغة ومفهوم تطبيقها,وبين انه لا يمكن تطبيق الديمقراطية بشكل مماثل في جميع دول العالم بسبب اختلاف الماضي والثقافات. وقال رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة إن الوطن العربي يمر بتغيرات تاريخية سوف تحدد مستقبله وعلاقته بأوروبا,ودعا إلي إسهام الاتحاد الأوروبي بدور أقوي في بناء المجتمعات المدنية في الوطن العربي. الديمقراطية الرقمية وفي جلسة وسائل التواصل الاجتماعي.. فضاء جديد للديمقراطية قال الإعلامي المصري جمال غيطاس إن مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها( فيس بوك) كان لها الأثر الأكبر في الثورات التي شهدتها المنطقة لاسيما مصر,وأن تلك المواقع باتت جزءا من ظاهرة أكبر أطلق عليها الديمقراطية الرقمية وتعني استخدام التكنولوجيا لإنتاج وإصدار وترتيب وتخزين وتوزيع أي بيانات ومعلومات يمكن استخدامها من قبل عامة الناس بما يسمح لها بالإسهام في تفعيل قيم الديمقراطية من المشاركة في الانتخابات واتخاذ القرار والحرية في التعبير والتقويم الحقيقي لأداء السلطة القائمة. واعتبرت الإعلامية لبنانية الأصل ناهدة نكد أن وسائل الإعلام التقليدية رغم سرعتها وتغطيتها لرقعة أكبر جغرافيا إلا انه ينقصها المصداقية سواء من حيث المعلومات المغلوطة أو عدم ذكر المصادر أو إخفاء الشخصية الحقيقية للكاتب أو الناشر,ولفتت ناهدة إلي أن الحل الأفضل هو التواصل المستمر بين الوسائل الإعلامية التقليدية والاجتماعية الحديثة للتكامل وإنتاج وسط إعلامي جديد يجمع بين الحرية التي تحتاجها الديمقراطية والمسؤولية تجاه ما يقوله المرء. ويري خبير إدارة الأعمال الإيطالي جورجيو دا بورميدا أن الوسائل الاجتماعية كان لها وطأة كبيرة علي العالم السياسي والمجالات الأخري وأنها كسرت التحكم الذي كان في قبضة وسائل الإعلام التقليدية ليصبح ذلك التحكم بيد عامة الشعب. التعليم والمواطنة وطرحت الجلسة الثالثة التعليم والمواطنة.. أدوات أساسية للقرن الحادي والعشرين عدة تساؤلات تتعلق بدور مؤسسات التعليم في تأكيد المواطنة من جهة, وفكرة المواطنة ودورها في صناعة التعليم, من جهة أخري استهلها الباحث الإعلامي الفلسطيني خالد الحروب بالتأكيد أن التعليم والمواطنة مرتبطان بشدة, منتقدا في الوقت نفسه مفهوم التسامح الذي يخلق الأفضليات, مفضلا مصطلح التعايش الذي يقر بأنه ليس بيننا أحد أفضل من الآخر. وتطرق الأكاديمي المغربي أستاذ التاريخ د.عبد الواحد أكمير إلي العرب الأوروبيين وما وصلوا إليه من مناصب, والصعوبات التي واجهوها في ما يتعلق بالتعددية الثقافية, لافتا إلي أن معظمهم لا ينتمي للهوية العربية أو الأوروبية, وإنما يقف في المنتصف. وأكد أستاذ القانون المقارن الإيطالي لويجي موجيا, أن المشكلة الرئيسية للتعليم, هي التعامل مع مجتمعات أصبحت شديدة التعقيد, وتتعدد من حيث اللغات والديانات والخلفيات الثقافية. واختتمت الندوة بالإعلان عن تشكيل لجنة دائمة تضم نخبة من المثقفين والمفكرين والساسة, تمثل الضمير الإنساني في جميع بقاع العالم, تكون دائما علي أهبة الاستعداد.