هل يعقل أن تخرج مجموعة من الطلبة متظاهرين, ومطالبين بالإفراج عن زملائهم الذين أحيلوا للقضاء بعد أن هاجموا كلياتهم ومعاهدهم التي يتعلمون فيها بالمجان بينما نظراؤهم في الكليات الخاصة يدفعون آلاف الجنيهات لينالوا نفس القدر من التعليم فخربوا مبانيها, ودمروا أثاثها, وأتلفوا ما بها من أجهزة ومعدات؟ إن مطالبهم تنم عن ضحالة الفكر الذي لا يقدر الأمور بقدرها, ويبدو أن الحماسة الهوجاء, والشعارات الزاعقة الزائفة, قد أعمت بصائرهم, فلم يعودوا قادرين علي قراءة المشهد بعقولهم, حتي يتبين لهم الرشد من الغي. والمخربون لمؤسسات الدولة أيا كانت انتماءاتهم أو معتقداتهم ليس لهم من مآل إلا أن يوكل أمرهم للقضاء, لينفذ فيهم حكمه العادل, ويوقع عليهم الجزاء الذي يستحقونه, وما علينا بعد ذلك إلا أن نحترم أحكامه, ولا نتجرأ عليها. وأكثر ما أخشاه أن يستجيب أولو الأمر لمطالبهم غير المشروعة, فيفرجون عنهم بلا عقاب رادع يثنيهم عن معاودة التخريب, بحجة الخوف علي مستقبلهم, الذي لم يحرصوا هم عليه, فيزيدهم ذلك غيا إلي غيهم, ويستمرئون فعلتهم الآثمة, ولا يجدون غضاضة في تكرار ما اقترفوه من عبث وإتلاف لمؤسسات الدولة, وحينها لن نستطيع أن نلومهم, بل سوف نلوم أنفسنا. د. حسن الحسيني - طب الأسكندرية