إذا كان الشهيد الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان هو النموذج الأبرز للروح الجديدة في العسكرية المصرية بعد يونيو1967. عندما استشهد في مارس1969 خلال حرب الاستنزاف قرب حافة قناة السويس عند منطقة المعدية رقم6 بالإسماعيلية فإن اللواء أحمد حمدي نائب قائد سلاح المهندسين قد استشهد في ذروة الحرب المجيدة يوم14 أكتوبر عام.1973 إن قصة استشهاد البطل أحمد حمدي تمثل عظمة المقاتل المصري ففي يوم14 أكتوبر1973 كان يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء أحد كباري العبور... وبينما كان الجنود والضباط منهمكين في إنجاز المهمة ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفضل تيار المياه إلي الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضة هذا الجزء للخطر.. وبسرعة بديهة وفدائية قفز الشهيد أحمد حمدي إلي ناقلة برمائية كانت تقف علي الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه ونجح في سحب البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلي جنوده لتكملة المهمة برغم شدة القصف الجوي الإسرائيلي المستمر... وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري يصاب اللواء أحمد حمدي بشظية متطايرة.. كانت الإصابة قاتلة.. وكان هو المصاب الوحيد في هذه اللحظة لينال شرف الاستشهاد وحده وسط جنوده وليكون عنوانا لبطولة سلاح المهندسين الذي لعب دورا تاريخيا في حرب أكتوبر لأنه في الوقت الذي كان فيه الرجل يمد الجسور مع جنوده في منطقة الجيش الثالث ويستحث همتهم بروح الوطنية والإخوة والشهامة حاملا أكواب الشاي وعلب البسكويت لتوزيعها عليهم تحت القصف الجوي المعادي كان الشيء ذاته يحدث في منطقة الجيش الثاني تحت الإشراف المباشر لقائد سلاح المهندسين اللواء جمال محمد علي... رحم الله كل شهداء مصر في ساحات الاستشهاد الحقيقية دفاعا عن الأرض والعرض! خير الكلام: لا يحصد العلم إلا من يسعي إليه! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله