تهريب المواطنين الأفارقة إلي إسرائيل عبر سيناء أصبح لغزا محيرا يدور حول من يقومون بأعمال التهريب والدافع من وراء ذلك إلا أن الجدل قد ازداد سخونة هذه الأيام . بعد ما تردد عن قيام عصابات تقوم بتسهيل جلب الافارقة من بلادهم ومساعدتهم في عبور الحدود وأن بعض هؤلاء الافارقة يتم استدراجهم بهدف سرقة اعضائهم والمتاجرة بها بمساعدة بدو سيناء!! الاهرام انتقلت الي المسالك الصحراوية الوعرة التي يستخدمها هؤلاء والتقت بعدد من الأهالي الذين كشفوا عن مفاجأة مثيرة وهي أن إسرائيل هي التي ترحب بقدوم هؤلاء المتسللين لاستمالة الشعوب التي ينتمون اليها وهي أيضا التي تروج لفكرة متاجرة المصريين بأعضاء الافارقة لتشويه صورة مصر وأهالي سيناء أمام العالم وبث مشاعر الكراهية والاحتقان داخل دول حوض النيل تجاه مصر من اجل ترك الساحة لاسرائيل خالية لتعيث فسادا في دول حوض النيل. وقد زاد من هذه البلبلة العثور علي العديد من جثث الافارقة ملقاة بصحراء سيناء وتزامن ذلك مع القبض علي الحاخام الاسرائيلي الأمريكي ويدعي ليفي يتسحاق روزنيوم والذي يقيم في بروكلين بنيويورك والذي اعترف بانه يقوم بتجارة الأعضاء البشرية, وانه قد باع4 كلي نظير مبلغ100 الف دولار للواحدة, وذلك وفقا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية!! في البداية التقينا مع احد المهربين والذي اعلن توبته عن القيام بتهريب الأفارقة بعد ان أقنعه أبناء قبيلته بأن تهريب الافارقة الي إسرائيل يعد من المحرمات الشرعية, والذي يروي لنا أبعاد عملية التسلل رافضا ذكر اسمه ومكتفيا برمز( صحراوي) قائلا قد تبدأ عملية تهريب المتسللين الافارقة من داخل بلاد المتسللين حيث تتكفل بعض العصابات بتوصيلهم بالطرق الشرعية الي المدن الساحلية بجنوب سيناء مثل شرم الشيخ او نويبع لتتم المرحلة الاخيرة للتسلل وبمقابل مادي يتراوح ما بين الف الي ثلاثة الاف دولار حسب البلد القادم منها المتسلل وطبيعة عملية التسلل التي قد تنتهي بعملية ترك المتسللين أمام السلك الشائك علي الحدود او ضمان وصوله إلي الجانب الآخر حيث يقوم باقي افراد تشكيل المهربين بنقله الي داخل المدن الاسرائيلية. ويشرح صحراوي المراحل التي مرت بها عمليات التسلل والتي كانت في الغالب من الفتيات الروسيات اللاتي يعملن في الحانات الليلية الاسرائيلية, ويكشف عن الدور الذي لعبته بعض الروسيات في تسهيل عمليات الاتصال بين المهربين والراغبين في التسلل فقد عملت لديه احدي الفتيات الروسيات لمدة عام كامل براتب تجاوز2000 دولار شهريا مقابل تجميع أكبر عدد من أبناء جنسيتها ومساعدتهم علي التسلل, ولا يخفي قيامه بالاستيلاء علي صفقات ابرمها مهربون آخرون لجنسيات تنوعت بين أفارقة وصينيين ويضيف ان المسألة أصبحت أكثر صعوبة من ذي قبل, كما تراجع عائدها المادي في ظل انحصار الاعداد الراغبة في التسلل واقتصار التسلل حاليا علي جنسيات الدول الافريقية الفقيرة فالروسيات والصينيون هم الاعلي سعرا ونتكفل بتوصيلهم عبر شركائنا علي الجانب الآخر الي تل ابيب أو الي مدينة إسرائيلية اخري فيما يتراجع العائد المادي بشكل كبير مع الافارقة لأن عملية تهريبهم تنتهي عند الحدود فقط بعد ان يتم( تخزينهم) في أربع أو خمس مناطق علي طول الطرق الإتفافية وبعيدا عن الاكمنة الامنية واحيانا كثيرة لا يتم دفع المقابل المتفق عليه وأشار إلي أنه ترك العمل في هذا المجال علي الرغم من الارباح الطائلة التي كان يجنيها من وراء هذا النشاط حيث تراوحت المبالغ اليومية ما بين20 و50 الف جنيه يوميا بعد أن علم أن مثل هذا الفعل حرام شرعا رغم انهم يعيشون علي جفاف الصحراء ولا يتوافر لديهم اي عمل ويشير صحراوي الي أن السودانيين من دارفور يسلمون انفسهم للقوات الاسرائيلية طمعا في الحصول علي اللجوء السياسي أو طمعا في اعتبارهم لاجئين, والغريب أن هذا هو ما يحدث معهم فقط بينما يتم ترحيل الجنسيات الاخري التي يتم ضبطها هناك!! وينكر صحراوي معرفته بوجود من يقوم بقتل افريقي من اجل الحصول علي أعضائه مطلقا فان هذا الاتهام غير منطقي قائلا: كل دورنا فقط ينتهي بتهربيهم الي الجانب الاخر فقط مقابل أتعاب, أما الجثث التي يعثر عليها بصحراء سيناء فترجع الي لجوء بعض الافارقة للتسلل, دون وجود مرشد لهم او دليل للتهرب من دفع مبالغ مالية مقابل التسلل وفي العادة فإنهم يفشلون عندما يضلون الطريق في صحراء سيناء الشاسعة فيكون مصيرهم الموت عطشا ومع مكوثهم فترة طويلة في الصحراء فتتحلل الجثة ويلفق البعض اتهامات بان هناك من يقوم بتجارة الأعضاء وهذا الأمر مغاير للحقيقة! أما أبناء القبائل بسيناء فلم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة فعقد الشيخ مرعي عرار وهو خريج كلية الإعلام والمتحدث باسم جماعة السلف الحق مؤتمرا شعبيا ضخما ضم العديد من أبناء القبائل بسيناء فيقول إن عملية تهريب الافارقة الي اسرائيل لا يمكن اعتبارها ظاهرة فبحصر من يقومون بهذه الظاهرة تبين أن أعدادهم لا تتجاوز15 شخصا, وقد جلسنا مع بعضهم ناقشنا الامر معهم فتبين أن بعضهم يجهل أنها من المحرمات الشرعية ويجهل تأثيرتها علي مصر فأعلن العديد منهم توبتهم وأضاف أننا قد بينا خلال المؤتمر الأخطار التي يتعرض لها المجتمع من مثل هذه الافعال, وأضاف مرعي ان تجاهل سيناء وتركها لسنوات طويلة دون رعاية قد أثر بشكل مباشر في العديد من أبنائها المقيمين في الصحراء وكان انخفاض مستوي التعليم لديهم احد الاسباب الرئيسية للجوء من يقومون بتهريب الاجانب الي اسرائيل بهذا الفعل!! وأشار مرعي إلي أننا قد جبنا الصحراء طولا وعرضنا وجلسنا مع كل الاهالي للتوصل الي اي دليل يفيد ان هناك من يقوم بتجارة الاعضاء فلم نجد!! ونفي وجود هذه الظاهرة تماما وإن كان هناك تهريب يقوم به البعض فإنه لا يتجاوز العشرات! وأضاف أننا بصدد محاربة هذه الافعال متخذين التوعية والتثقيف هدفا لإقناع بعض المهربين والذين بدأ العديد منهم بالفعل بالاستجابة والابتعاد عن هذه الافعال, واندثرت عملية تهريب الافارقة بشكل كبير باستثناء من يلجأون للصحراء من تلقاء أنفسهم, وهو ما أدي إلي موت العديد منهم وهذا مادعي البعض إلي إثارة الفتن والقول بان هناك تجارة اعضاء وهذا ما يمكن ان ننفيه تماما. ويشير اللواء احمد سعيد السيد الخبير الامني بسيناء إلي أن إحكام السيطرة علي الحدود امر غاية في الصعوبة, ولكنه يستدرك قائلا إن تزايد أعداد المضبوطين من المتسللين يؤكد نجاح الاجراءات التي تتخذها الاجهزة الامنية في مكافحة هذه الظاهرة, وذلك النشاط غير المشروع, موضحا أن اللجوء للقوة في سبيل وقف المتسللين يأتي بعد عدة تحذيرات وإطلاق أعيرة نارية في الهواء إلا أن البعض منهم يتجاهل هذه التحذيرات ويستمر محاولا إتمام عملية التسلل, وأضاف أن هذا الأمر بسيناء لا يمثل ظاهرة خاصة مع رفض كل ابناء قبائل سيناء لمثل هذه الظاهرة رغم ترحيب اسرائيل بالأفارقة متسللين اليها ولا تمتنع عن استقبالهم, وذلك طبعا لأسباب سياسية لاستمالة شعوبهم خاصة لوعرفنا أن معظمهم من اثيوبيا واريتريا وهي دول تسعي اسرائيل من خلالها للتحكم في مياه النيل بمحاولة إقامة السدود وغيرها من المنشآت التي تمكنها من السيطرة والتحكم في مياه النهر, بل تقدمت اسرائيل لاثيوبيا بعدة مشاريع وصلت لأكثر من13 مشروعا ما بين سدود وبنية تحتية وصلت تكلفتها المبدئية اكثر من7 مليارات دولار. والاحتمال الارجح بحسب بعض الدراسات التي قامت بهذا الشأن هو تورط إسرائيل بالمشاركة في مساعدة إثيوبيا في إنشاء السدود علي النيل الأزرق, وهو ما يفسر توتر العلاقات التي حدثت مؤخرا بين مصر واثيوبيا بسبب اتفاقية حوض النيل, الامر الآخر الذي يدفعهم لتشجيع التسلل هو أن إسرائيل ترحب بهؤلاء الافارقة لتؤكد لهم أنها معهم دائما وتحاول تشويه صورة مصر من رصد شائعات يقويها جهاز مخابراتهم بالموساد من أن هناك تجارة أعضاء للافارقة حتي تزداد الوقيعة بين جميع الاطراف وهذا ما يتنافي مع الحقيقة تماما.. ولمزيد من الحقائق فقد التقطت عدسة الاهرام أيضا صورة لقرابة7 جثث لافارقة كاملي الأعضاء بمستشفي العريش العام وتابعت تحقيقات النيابة العامة بإشراف المستشار عبدالناصر التائب المحامي العام لنيابات شمال سيناء والذي جاء فيها وصف للجثث السبعة وقد أكدت مناظرة النيابة العامة للجثث أن بعض الجثث متحللة لمرور فترة زمنية عليها بالصحراء, وان جميع الجثث سليمة وغير ناقصة الاعضاء وان حالة التعفن الموجودة علي بعضها يرجع لوجودها فترة طويلة بالصحراء وقد استندت النيابة العامة لتقرير الطب الشرعي والذي جاء فيه ان سبب الوفاة هو الجوع والعطش بالصحراء, وان كافة الجثث كاملة الاعضاء تماما وهو ايضا ما أكده الدكتور سامي أنور مدير مستشفي العريش العام ان الجثث السبعة التي وصلت تباعا لمستشفي العريش سليمة, ولا يوجد بها أي فتحات لسرقة اعضاء بشرية حسبما تردد.