مركز الهناجر والمعروف باسم مسرح الهناجر بدأ الشهر الماضي في فتح الستار وإنارة المسرح بعرض ماكبث ولو أن الظروف كانت تحاصر هذا العرض إلي حد ما بسبب حظر التجوال. المهم بدأ هذا الاسبوع نشاطه مرة أخري بعرض مأخوذ عن نص شكسبير في ثاني عمل عن كلاسيكيات شكسبير بعد أن قدم ماكبث الشهر الماضي. فماذا عن عطليانو وهو اسم المسرحية المأخوذة عن مسرحية عطيل إحدي مسرحيات شكسبير. حاول الشباب هنا أن يقدموا عطيل بصورة فيها بعض من الكوميديا, وبعض من الفكاهة وأيضا بعض من عناصر الفرجة. لدينا هنا مختلف عناصر الفرجة بداية من العرائس التي تقدم عطيل وديدمونة ثم لدينا بعد ذلك جوكر العرض سيد الفيومي الذي يقدم لنا فواصل أو أجزاء العرض بصورة جديدة إلي حد ما وأيضا كوميدية يقدم هذا الجزء كما لو كان هو المخرج الذي يحاول إقناع المتلقي المتفرج بما سيراه ويشاهده من العرض حيث يقدم عددا من شخصيات هذا النص للجمهور. عطيل الأسود الذي يحب ديدمونة ثم قصة المنديل المعروفة, وأيضا ما يعرضه النص من الحب الجارف والغيرة القاتلة والخيانة وغيرها من المشاعر التي حركت البطل عطيل وتنتهي بأن يقتل بالفعل حبيبته ديدمونة. يقدم لنا العرض فرح عطيل بصورة كاريكاتورية فيها الكثير من المرح وأيضا الفرجة, حيث العرائس هنا هن راقصات الحفل ولدينا أيضا لاعب التنورة بملابسه المضيئة ثم لدينا عادات الناس, وطيلة العرض لدينا ألحان شعبية يقدمها لنا عازف التشيللو كموسيقي للعرض, وهذه إحدي حسنات العرض, فالموسيقي الحية غير المسجلة تقدم للمتفرج الكثير من الاهتمام بالعمل الذي يشاهده علي خشبة المسرح. المخرج رضا حسنين استعان بديكور بسيط لعمرو طلبة, بينما كانت الملابس متلائمة مع معظم الشخصيات, وكانت الكتابة المسرحية هنا لمتولي حامد, فنحن لسنا أمام ما كتبه شكسبير, ولكننا أمام جانب مرح من شخصيات هذا العمل الكبير وهو عطيل. الإضاءة أيضا كانت متلائمة مع المشاهد وأري أن العبء الأكبر كان علي سيد الفيومي الذي استطاع ربط أجزاء العمل بخفة ظل, خاصة حينما يطلب من الممثلين عدم التصرف بهذا الأسلوب أو ذاك, حينما يعيد المشهد الذي لا يعجبه, فيخرج الممثلون ليعودوا ثانية ليقدموا العرض نفسه. شخصيا ما خرجت به أن ثمة شبابا يحب المسرح ذلك الفن الصعب, بفضل هؤلاء تضييء المسارح أنوارها, وهنا أقدم تحية لمدير هذا المسرح الشاب أيضا هشام عطوة الذي يهتم بأن يقدم عروضا ذات تكلفة بسيطة حتي يفتح المسارح لأكبر عدد من العروض يقدمها هذا الصرح ألا وهو مسرح الهناجر.