استعاد مقاتلو المعارضة وجهاديون السيطرة علي قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي في شمال سوريا كان الجيش النظامي قد تقدم في اجزاء منها إثر اشتباكات عنيفة. وأعلن رامي عبد الرحمن مديرالمرصد السوري لحقوق الانسان أن' اشتباكات عنيفة جرت مساء أمس الأول بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وبين مقاتلي المعارضة وجهاديين ينتمون للدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة'. وأوضح أن' مقاتلي المعارضة والجهاديين تمكنوا, اثر هذه الاشتباكات, من إعادة السيطرة بشكل شبه كامل علي اللواء80 المجاور لمطار حلب الدولي الذي كانت القوات النظامية قد استولت في وقت سابق علي اجزاء منه'. وأشار مدير المرصد إلي أن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل53 شخصا بينهم22 مقاتلا و11 جهاديا و20 عنصرا من القوات النظامية, ولم تتوافر لدي المرصد أي حصيلة عن قتلي حزب الله الشيعي اللبناني, حليف النظام السوري. وأشار عبد الرحمن إلي أن مقاتلي المعارضة انتهزوا فرصة حلول الظلام للقيام بهجوم علي دبابات الجيش النظامي عبر قصفها بنحو عشرين صاروخا من طراز' جراد' كانت بحوزتهم. وتزامن هذا التطور مع بدء المعارضة السورية اجتماعاتها في اسطنبول أمس بهدف التوصل إلي موقف مشترك من مشاركتها في مؤتمر جنيف2 بحضور النظام السوري, تحت ضغط داعميها في المجتمع الدولي. وأعلن عضو بالائتلاف الوطني ان الاجتماع الذي تشارك فيه اهم مكونات المعارضة السورية سيستمر' حتي مساء اليوم علي الاقل'. ويرفض ائتلاف المعارضة الذي ما زال يسعي لتأكيد مصداقيته لدي الدول' الصديقة' التي تدعمه ومجموعات المقاتلين التي تحارب منذ اكثر من سنتين القوات النظامية السورية, الجلوس مع النظام للتفاوض. وكان رئيس الائتلاف احمد الجربا قد حدد مؤخراالشروط الصارمة للمشاركة في مؤتمر جنيف وفي مقدمتها رحيل الرئيس بشار الاسد ووقف إطلاق النار طوال فترة أيام المؤتمر. لكن دمشق رفضت هذا السيناريو بشكل قاطع. وقال وزير الاعلام عمران الزعبي' لن نذهب الي جنيف لتسليم السلطة'. ويبدو ان مشاركة قياديين من الصف الاول من خصوم النظام السوري غير مرجحة, باستثناء بعض اعضاء الائتلاف المستعدين تحت ضغط' اصدقائهم' الغربيين, لحضور المؤتمر. وفي هذه الظروف, تبدو محادثات اسطنبول صعبة ووفقا للناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكجو فإن المعارضة' مترددة بوجه حق' بشأن صيغة جنيف2 ومستقبل الرئيس الأسد, لكنه أوضح أن الجانب التركي علي اتصال دائم مع المعارضة', مؤكدا بذلك جهود الغربيين لإقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف2. ومن جانبه, صرح سمير نشار القيادي بالائتلاف الوطني بأن التوجه العام يتمثل في عدم المشاركة في المؤتمر'. واضاف' هل سيتغير هذا الموقف؟ لا اعرف لكنني استطيع القول ان نشاطا سياسيا مكثفا يجري'. غير أن عضو الأمانة العامة للإئتلاف الوطني السوري محمد الدندل أوضح أن الائتلاف ليس لديه أي مانع في المشاركة بمؤتمر' جنيف2'. ومن جهته كشف الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية عن أن المبعوث الدولي والعربي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي سيعقد اجتماعا جديدا بداية ديسمبر المقبل مع الأطراف المعنية لتحديد موعد وأطراف مؤتمر جنيف2.