في مدينة ديزني العلمية, وقف الإنسان الآلي مع زميلته الآلية يقدمان إلينا المؤلف جول فيرن وهو يقابل الروائي ه. ج. ويلز. وفيرن هو الذي كتب روايات(80) يوما حول العالم و من الأرض إلي القمر, والذي تنبأ باختراع الغواصات والسيارات. وويلز هو الذي كتب الرجل الخفي ورواية آلة الزمن التي تعود بنا إلي الماضي لنعيش فيه أو تحملنا إلي المستقبل لنتعرف عليه. قال فيرن في دهشة لويلز: إنني أكتب عن المحتمل أو الممكن, لكنك برواية الرجل الخفي وبقصة آلة الزمن تكتب عن المستحيل. شعر ويلز بدهشة أشد فقال: هل تظن أن هناك مستحيلا ؟! وقبل أن يشتد بينهما هذا النقاش الذي تم في سنة(1900), أخذهما الإنسان الآلي وزميلته ليستعرضا أمامهما ما تم من اختراعات واكتشافات خلال القرن العشرين( حتي عام2000), من طائرات تطير أسرع وأعلي جدا من الطيور, وتليفزيون نري من خلاله ما يحدث علي مبعدة عشرات الآلاف من الكيلو مترات في لحظة حدوثه, ومركبات فضائية وصلت إلي القمر وأبعد الكواكب, وانترنت ألغي المسافات والزمن بين البشر صوتا وصورة ونصوصا مكتوبة, وأقمار صناعية حققت ثورة كاملة في عالم الاتصالات واستكشاف الفضاء, وأجهزة غطس يسرت الحياة في أعماق البحر واكتشاف قاع المحيط, وأجهزة طبية جعلتنا نري ونصل إلي أصغر خلية في الجسم. هنا نظر ويلز إلي فيرن وهما يركبان هليكوبتر تطير بهما فوق ناطحات السحاب وقال: التقدم الذي حدث في(100) سنة فقط, أكثر كثيرا من المستحيل الذي كنت تقول لي عنه سنة(1900). هنا احتج جول فيرن: لكن مع كل هذا التقدم, لا تزال الحروب والمنازعات التي يقتل فيها الإنسان أخاه الإنسان مستمرة... قال ويلز: لعله إذن لم يعد مستحيلا أيضا أن يسود السلام, وأن يستطيع البشر حل خلافاتهم- مهما اشتدت بالحكمة والحوار والعقل وقبول الآخر, بغير عنف ولا إرهاب أو عدوان.