كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس عن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية علي بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركي البحث جوجل وياهو في حلقة جديدة من مسلسل فضائح التجسس الأمريكي. علي الاتصالات الهاتفية والإلكترونية في جميع أنحاء العالم وداخل الولاياتالمتحدة. وذلك في الوقت الذي نفت فيه واشنطن تجسسها علي بابا الفاتيكان, فيما شهد البيت الأبيض جلسة عاصفة بين المسئولين الأمريكيين والألمان خلال مناقشة تداعيات تنصت الولاياتالمتحدة علي الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ودخلت واشنطن في مواجهة مع شركات الإنترنت العالمية بعد أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست علي بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركي البحث جوجل وياهو من بينهم أمريكيون. وبحسب الصحيفة فإن برنامج موسكولار الذي يعمل مع النظير البريطاني للوكالة الأمريكية اتاح لهاتين الوكالتين الاستخباريتين جمع معلومات من خلال الألياف الضوئية التي يستخدمها عملاقا الإنترنت, وفقا لمستندات نشرتها واشنطن بوست وحصلت عليها من العميل السابق للوكالة الأمريكية إدوارد سنودن. وأوضحت الصحيفة أن برنامج موسكولار هو مرادف سري لبرنامج شبريزم الذي أتاح لوكالة الأمن القومي الحصول علي معلومات من خلال أوامر قضائية مرسلة إلي الشركات التكنولوجية. واستنادا إلي الوثيقة التي ترجع إلي30 يناير2013 فإنه تم جمع نحو181 مليون معلومة خلال الفترة من30 ديسمبر2012 إلي29 يناير2013 وتتضمن هذه المعلومات رسائل بريد إلكتروني ونصوص ووثائق سمعية وفيديو. وفي رد فعل سريع علي هذه التسريبات, أعربت شركة جوجل عن غضبها إزاء احتمالية أن تكون وكالة الأمن القومي قد وصلت إلي الروابط التي تصل بين مراكز بياناتها. وقال ديفيد دروموند, كبير مسئولي الشئون القانونية في الشركة: نحن غاضبون تجاه المسافات التي يبدو أن الحكومة تخطتها لاعتراض بيانات من شبكاتنا الخاصة, وهذا يسلط الضوء علي الحاجة الماسة لإصلاحها. من جانبه, شدد موقع ياهو علي أن الشركة وضعت وسائل مراقبة شديدة الصرامة لحماية أمن مراكز حفظ البيانات ولم تسمح بالوصول إلي هذه المراكز لا لوكالة الأمن القومي الأمريكية أو لأي وكالة حكومية غيرها. وردا علي ما كشفته واشنطن بوست, أكد مدير الوكالة الأمريكية كيث الكسندر عدم علمه بما نشرته الصحيفة, معربا عن اعتقاده بأنها معلومات غير صحيحة. واضاف في يونيو الماضي ظهر بالفعل ادعاء أن الوكالة تتسلل إلي محركي( ياهو) و(جوجل) لكن هذا غير صحيح. وفي أزمة ثانية, نفت وكالة الأمن القومي الأمريكية بشدة ما تردد بشأن تجسسها علي البابا فرانسيس بابا الفاتيكان. وكانت مجلة بانوراما الإيطالية قد اتهمت الوكالة الأمريكية باعتراض اتصالات هاتفية داخل وخارج مقر روما حيث تواجد الكرادلة قبل الاجتماع السري لانتخاب البابا خلال مارس الماضي. وعلي صعيد تصاعد الخلاف بين واشنطن والحلفاء الأوروبيين, شهد البيت الأبيض أمس حوارا عاصفا بين سوزان رايس, مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض ونظيرها الألماني كريستوف هويسجن بعد أسبوع من شكوي غاضبة من ميركل إلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن اتهامات بأن الولاياتالمتحدة تجسست عليها لسنوات. وشارك في الاجتماع منسق شئون المخابرات بالمستشارية الألمانية جونتر هايس وليزا موناكو مستشارة أوباما للأمن الداخلي في البيت الأبيض, بجانب جيمس كلابر مدير المخابرات القومية الأمريكية وكريس انجليس نائب مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية. وقال جوش ارنست, المتحدث باسم البيت الأبيض, ان الاجتماع عقد في إطار جهود التهدئة. من جانبها, أعلنت الأممالمتحدة إن الولاياتالمتحدة تعهدت بعدم التجسس علي اتصالات الأممالمتحدة, وذلك بعد أن اشار تقرير إلي أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد اخترقت الاتصالات المرئية للمنظمة. وقال مارتن نسيركي, المتحدث باسم الاممالمتحدة: تفيد معلوماتي بأن السلطات الأمريكية أكدت أن اتصالات الأممالمتحدة لا تتعرض للمراقبة ولن تتعرض لها. إلا أنه امتنع عن التعليق عندما سئل عما إذا كانت السلطات الأمريكية تجسست من قبل علي اتصالات المنظمة الدولية.