في إطار الحشد الدولي لمواجهة خطر التجسس الأمريكي علي قادة العالم, كشفت مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة عن مشروع قرار ألماني- برازيلي بالجمعية العامة للمنظمة الدولية سيطالب بوضع نهاية لعمليات التجسس وانتهاك الحياة الشخصية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة, في أعقاب سلسلة التسريبات الأمنية التي كشف عنها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الامريكي. وأدانت كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل عملية التجسس الواسعة النطاق التي قامت بها الوكالة الأمريكية, وذلك بعد حالة الغضب العارم التي اجتاحت أوروبا وامريكا اللاتينية في أعقاب التأكد من أن وكالة الأمن القومي اطلعت علي عشرات الآلاف من تسجيلات التليفونات الفرنسية بالإضافة إلي مراقبة هاتف ميركل, وهو ما دفع ألمانيا للإعلان عن إرسال مجموعة من كبار قادة المخابرات الألمانية إلي واشنطن خلال الأسبوع الحالي سعيا للحصول علي إجابات من البيت الابيض. ومن ناحيتها, أكدت البرازيل سعيها للتعاون مع دول أخري من أجل إصدار قرار تتبناه الجمعية العامة للأمم المتحدة يضمن خصوصية مستخدمي شبكة الانترنت والاتصالات اللاسلكية. وكانت شبكة فوكس نيوز الأمريكية قد أشارت في هذا الإطار إلي اتخاذ رئيسة البرازيل ديلما روسيف خطوة نادرة بإلغاء رحلتها الرسمية إلي واشنطن,كما أدانت الولاياتالمتحدة في خطاب أدلت به في الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي.ويتزامن هذا التحرك الدولي مع مساعي المستشارة الألمانية إلي حث الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي للتوصل إلياتفاق بعدم التجسس مماثل للاتفاق الذي تسعي فرنساوألمانيا للتوصل إليه مع الولاياتالمتحدة, بعد الكشف عن أحدث موجة من فضائح التجسس الأمريكي. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل طرحت مثل هذا الاقتراح علي الزعماء الأوروبيين الذين شاركوا في قمة بروكسل أمس الأول, وهو ما لاقي ترحيبا أوروبيا ملحوظا. وفي محاولة لاحتواء الأزمة والحفاظ علي ماء وجهها, وصفت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية المزاعم بأن أجهزة المخابرات الأمريكية تجسست علي هاتف ميركل المحمول وآخرين في فرنسا وايطاليا بانها تمثل لحظة توتر مع بعض الحلفاء ويجب ألا تقوض التعاون في قضايا مثل سوريا وايران. وأضافت نجري مناقشات مع هؤلاء الحلفاء في إشارة الي زيارة مجموعة من كبار مسئولي المخابرات الألمانية لواشنطن للحصول علي إجابات. وأكدت ساكي إن التسريبات عن أنشطة أجهزة المخابرات الأمريكية سببت تحديات كبيرة في علاقاتنا مع الدول الحليفة وارتباكا عاما. وعلي صعيد متصل, اعتبر مايكل موريل نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقا أن التسريبات التي قام بها المستشار السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن هي الأخطر علي الإطلاق في تاريخ المخابرات الأمريكية. وقال موريل- في مقابلة مع شبكة سي بي اس نيوز- اعتقد أنها عملية التسريب الأكثر خطورة. إنها أخطر عملية تسريب لمعلومات سرية في تاريخ المخابرات الأمريكية. وردا علي سؤال عن رأيه بسنودن نفسه قال موريل إن هذا الشخص ليس بطلا, لقد خان وطنه. وفي موقف طريف, تلقي مايكل هايدن رئيس وكالة الأمن القومي الامريكية السابق درسا في التجسس بعد نشر صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تفاصيل محادثة هاتفية له علي متن قطار علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر سجلها أحد الركاب الفضوليين.