يخطيء من يتصور أن شركات السياحة العالمية ومنظمي الرحلات الأجانب الكبار في العالم سعداء بقرارات حكوماتهم بحظر السفر والسياحة إلي مصر. فالواقع يقول إنهم أيضا يخسرون.. فالخسائر ليست من نصيب المصريين فقط.. ذلك لأن مصر مقصد سياحي فريد, ومن الصعب علي أي منظم رحلات أجنبي الاستغناء عنه.. لأنه مطلوب من المستهلكين.. أقصد السائحين. وهذا الكلام ليس محض خيال أو أوهام.. فهذه صورة من قريب أنقلها اليوم من معرض ريمني السياحي الدولي الذي أقيم في إيطاليا الأسبوع الماضي وشاركت فيه130 دولة من بينها مصر مثلها أكثر من1000 عارض من شركات السياحة والطيران والفنادق العالمية.. وكانت مصر هناك بجناح شاركت فيه نخبة من الشركات والفنادق المصرية بالإضافة إلي الحضور المتميز للوزير النشيط هشام زعزوع وزير السياحة. الصورة التي أنقلها تقول إنه لو تحدثنا بلغة الاقتصاد أو البيزنس فقط في مجال السياحة.. فإن شركات السياحة الإيطالية قد خسرت من حظر السفر الي مصر منذ أغسطس الماضي نحو100 مليون يورو.. فإذا كانت مصر تخسر.. فإن ايطاليا أيضا تخسر. هذا ما أكده لي وزير السياحة عندما سألته عن نتائج جولاته الأخيرة في أوروبا وأخرها معرض ريمني بإيطاليا فقال لي بالفعل إنهم يخسرون أيضا.. وهو ما أكدته كوزير للسياحة للسيدة بينينو وزيرة خارجية إيطاليا عندما ذهبت لأبحث معها في روما تخفيف تحذيرات السفر إلي مصر وخاصة مناطق البحر الأحمر وتحديدا مرسي علم, وكذلك الأقصر وأسوان فهذه مناطق سياحية آمنة. وأوضحت للوزيرة الإيطالية أننا نتحدث في الاقتصاد أو البيزنس وعلينا أن ننحي السياسة جانبا لأن التشدد في تحذيرات السفر سياسيا ليس من مصلحة الطرفين اقتصاديا..لا الشركات المصرية ولا الإيطالية.. فالأثنان يخسران.. ومع هذا أضفت لها أنها لابد أن تساعدنا لأنه حتي لو تحدثنا سياسيا فمصر لديها خريطة طريق للمستقبل وتمضي قدما في التحول نحو الديمقراطية الحقيقية ولن تتراجع عن ذلك وهو ما يجب علي الجميع احترامه.. ولذلك وعدت وزيرة الخارجية ببحث الأمر بعد اتخاذ الإجراءات والأستشارات الأمنية, وهو ما نحن متأكدون من أنه سيكون لصالح مصر وإيطاليا. ومن جانبنا علي هذه الصفحة أن نؤكد صدق هذا الكلام من خلال ما فوجئت به منشورا هذا الأسبوع علي وكالة الأبناء الألمانية التي قالت في تقرير لها من ريمني.. لقد أكد رؤساء شركات السياحة ووكلاء السفر الإيطاليون إن مصر تعد المقصد السياحي الأول للإيطاليين, وأنهم لم ولن يوقفوا رحلاتهم الي مصر, بل سيزيدون رحلاتهم للمدن المصرية, وخاصة في البحر الأحمر والصحراء الغربية. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن هذا التأكيد جاء خلال لقاء هشام زعزوع وزير السياحة معهم علي هامش أعمال المعرض الدولي إنكونتري تي ت جي2013 للسياحة الذي أقيم في مدينة ريمني الإيطالية. ونقلت الوكالة الألمانية عن زعزوع قوله لدي عودته من ميلانو بعد زيارة لإيطاليا استغرقت خمسة أيام إن مصر تهتم بالسوق الإيطالية التي تعد من الأسواق المهمة للسياحة المصرية, حيث تحتل المرتبة الرابعة ضمن الأسواق الخمسة الأولي المصدرة للسياحة الي مصر, وتتجه الأرقام المحققة من هذه السوق نحو الزيادة دائما, حيث بلغ عدد السائحين الإيطاليين الوافدين الي مصر في عام2012 نحو719 الف سائح, بمعدل زيادة وصل الي29% عن عام.2011 هذا ما قالته الوكالة الالمانية.. ونحن نقول: أن السوق الإيطالية تعتبر من أهم الأسواق المصدرة للسياحة الي مصر, حيث تقدر بنحو7% من اجمالي السياحة الكلية لمصر, هذا بالاضافة الي ان مصر تعتبر الدولة الأولي إفريقيا وعربيا استقبالا للسياحة الإيطالية وتفوق ايضا بعض الدول الاوروبية ومنها تركيا. كما تعد من أهم الأسواق السياحية لمصر حيث تحتل المرتبة الرابعة سواء من حيث عدد السائحين أو بالنسبة لليالي السياحية, وإيطاليا هي أول دولة حققت رقم المليون سائح الي مصر في عام2004 الأمر الذي يعكس عشق الايطاليين للمقصد المصري. وتبلغ نسبة السياح الايطاليين الذين يقومون بزيارة مصر ثلاث مرات أو اكثر41%, نسبة من يقوم بزيارتها مرة واحدة32%. كان زير السياحة قد عقد اجتماعات مكثفة مهنية علي مدار يومين بمعرض ريمني وذلك بحضور السفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة ومحمد عبدالجبار المستشار السياحي المصري بإيطاليا حيث أكد في لقاء مع اكبر شركات الطيران العارض أن فرض تحذيرات للسفر الي مصر وارتفاع اسعار الوقود أدي الي انخفاض حجم التعامل مع مصر, وأكد أن الوزارة علي استعداد لدعم شركات الطيران العارض من خلال وسيلتين الأولي من خلال برنامج حوافز الطيران العارض وسوف تقسم الي شريحتين ابتداء من أول نوفمبر. الوسيلة الأولي تنقسم الي شريحتين: الأولي: علي المقاعد الشاغرة في حالة امتلاء65% الي85% من سعة الطائرة, والثانية: علي المقاعد الشاغرة في حالة امتلاء من86% الي94% من سعة الطائرة, الوسيلة الثانية: دراسة امكانية دعم شركات الطيران العارض في نهاية فترة محددة وفقا لعدد السائحين المسافرين عبر شركة الطيران الي مصر ووفقا لحجم الحركة الناقلة لها الشركة الي مصر يتم دعمها وسوف تتم دراسة ذلك عقب العودة الي القاهرة. وقد التقي هشام زعزوع وزير السياحة مع كبار أصحاب شركات السياحة في إيطاليا ومنهم ناردو فليبيتي, رئيس اتحاد منظمي الرحلات الايطاليينIOTSA بالاضافة الي لقاءات مع أكبر منظمي الرحلات الايطاليين حيث أكدوا جميعا أنهم يعانون بسبب حظر السفر الذي فرض علي مصر من قبل وزارة الخارجية الايطالية مما تسبب بأضرار مالية جسيمة لهم وحرصهم علي سرعة رفع الحظر ليستأنفوا فورا ارسال الافواج السياحة. إن هذه الصورة من قريب لما جاء من معرض ريمني تؤكد أن الإيطاليون أيضا يخسرون, وبالتالي عندهم كل الحرص علي عودة السياحة إلي مصر.. وهذا هو رأي كبار الخبراء وشركات السياحة في العالم. ..إن شاء الله ستعود السياحة إلي مصر فور استقرار الأوضاع في البلاد.