أكد علماء الدين أن انتشار ظاهرة التحرش, أزمة أخلاقية ونتيجة لضعف الوازع الديني والقيم التربوية لدي الشباب. وأوضح العلماء أن ديننا الحنيف ينهي عن هذه المهاترات التي تنتشر في الميادين والأماكن العامة والمتنزهات, والتي أصبحت ظاهرة بحاجة إلي منظومة متكاملة للمواجهة والعلاج. وطالب علماء الدين بتفعيل دور الأسرة ومراكز الشباب ووسائل الإعلام, لإحياء منظومة القيم والأخلاق لدي الشباب, ونشر ثقافة آداب الطريق بين جميع الفئات. وقال الدكتور محمد رأفت عثمان, أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء, إن التحرش جريمة أخلاقية, تتعارض مع الشرائع السماوية التي جاءت لحفظ كرامة الإنسان, وعمل غير اخلاقي يهدم كرامة المرأة, ويعد من المحرمات الشرعية, التي بينتها نصوص الشريعة الإسلامية, والقواعد التي تبني عليها أحكام الإسلام, والتي وردت في قول رسول الله, صلي الله عليه وسلم, لا ضرر ولا ضرار. وأضاف أنه يجب علي كل شاب يريد أن يقدم علي هذا التصرف المتدني أن يتصور أن من يوجه هذا التصرف إلي المرأة من قول أو فعل خادش لحيائها هو موجه من شاب آخر إلي أخته أو أمه أو قريبته, عندها يكف نفسه فورا عن الإقدام علي هذا التصرف المشين. وطالب الآباء والأمهات بتربية أبنائهم وتعويدهم علي السلوك القويم الذي يبعدهم عن كل تصرف ضار ماديا أو معنويا بالإنسان رجلا كان أو امرأة. كما طالب بتكثيف الوجود الشرطي في الأماكن العامة كالحدائق والمتنزهات للحد من هذه الظاهرة المشينة, وان يتواكب ذلك مع خطة دعوية وإعلامية لنشر منظومة القيم والأخلاق بعد أن ثبت أن الرقابة الأمنية علي أماكن التجمعات وحدها لاتكفي. من جانبه استنكر الدكتور أحمد حسين إبراهيم, وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر, إقدام بعض الشباب علي مثل هذه الظاهرة, في أيام العيد التي تعد مناسبة للتقرب من الله عز وجل, والتواصل الاجتماعي وصلة الأرحام, وتوثيق العلاقات الطيبة بين الناس, والتي تتعارض مع قول الرسول, صلي الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وأوضح أن ما نراه في مثل هذه الأيام من تحرش أو ما شابه ذلك هو غريب علي أخلاقنا الاجتماعية المصرية الأصيلة التي يستشعر فيها أبناء الوطن الواحد أنهم جميعا أخوة في الوطن, يحافظون ويدافعون عن بعضهم البعض. وحول سبل معالجة الظاهرة أوضح أن التوعية الأخلاقية والدينية من خلال أمرين أولهما: دور التعليم ودور العبادة والتثقيف الديني, لأن هذا سلوك خارج لا ينبغي أن يقع فيه أبناؤنا وشبابنا, وثانيهما: تكثيف الرقابة من الجهات المعنية بهذا مثل شرطة الآداب, ومدي أهمية وجودها في الأماكن العامة, والمتنزهات, فإذا شعر أحد بالمضايقة يلجأ إليها, ويستعين بها, فهذه الرقابة تقضي علي هذه الظاهرة. وأضاف: علي الآباء أيضا أن يعلموا أبناءهم وبناتهم آداب الطريق واحترام الكبير, والسير في الطريق بالأسلوب الأمثل الذي لا بدع فرصة للاحتكاك بالآخرين, لأن هناك زيا ترتديه بعض البنات يثير تعليقات الآخرين عليها من ذوي النفوس الضعيفة, فلا بد أن نتلاشي كل ذلك, وكان النبي, صلي الله عليه وسلم, يعلم الصحابة غض البصر,( فالنظرة الأولي لك والثانية عليك), كما أن النظرة سهم من سهام إبليس من تركها وجد حلاوة الإيمان في قلبه, ولابد أن يفهم الشباب أن من تسير في الشارع هي بمثابة أخته أو أمه, وكما يفعل معها سيفعل الآخرون معه التصرف نفسه.