في17 سبتمبر2011, احتفل العشرات من حركة' احتلوا وول ستريت' بالذكري الثانية لتأسيسها بالقرب من بورصة نيويورك, ورفعوا شعارهم' نحن نسبة ال99%', لكن وهج الحركة اختفي تقريبا بعد أن بلغ الذروة في أكتوبر قبل الماضي عندما نظمت مظاهرات في82 دولة حول العالم. ورغم مرور عامين علي ظهور حركة' احتلوا وول ستريت', إلا أنه مازال هناك الكثير من الاستفسارات حول سر صعود تلك الحركة بشكل مفاجئ و انتشارها كالعدوي في العالم, و يرجع الكثيرون الفضل في ذلك إليشباب' الربيع العربي' الذين ثاروا علي' أكثر الأنظمة العربية بطشا وديكتاتورية', و لكنه يبدو أن'الربيع' الذي تحول إلي صيف في بعض الدول العربية, ها هو يصبح خريفا يجتاح الولاياتالمتحدة وأوروبا و بعض دول أمريكا اللاتينية. وعلي الرغم من أنه في الذكري السنويةالثانية لتأسيس حركت' احتلوا' لم يشارك إلا المئات في إحياء ذكرها بمدينة نيويورك, إلا أن الحركة كانت قد اجتذبت في الماضي مئات الآلاف من المواطنين في مختلف دول العالم ولكنها تراجعت في الوقت الراهن, بسبب سيطرة أصحاب رؤوس الأموال علي أصحاب القرار السياسي في المؤسسة الأمريكية الحاكمة. فنجد أن تلك الاحتجاجات نتجت بسبب بعض المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العالقة, و التي أثرت علي كيان الدولة الأمريكية بأكملها. بالاضافة إلي أن هؤلاء الذين في قاع المجتمع الامريكي لديهم نسبة ضئيلة من المشاركة السياسية حيث أن أصواتهم نادرا ما تسمع, واهتماماتهم نادرا ما يهتم بها في عملية صنع السياسة. ومن ثم فقد جاءت الحركة كإجراء يهدف للتأثير في صنع القرار السياسي من جانب القطاعات الاجتماعية الشعبية, ردا علي انهيار الاقتصاد الأمريكي وتركز السلطة والمال في وول ستريت. وبينما كان من المتوقع أن تكون حركة' احتلوا وول ستريت' المناهضة للعولمة هي ذاتها عالمية, نجد أن ما تبلور علي أرض الواقع كان مختلفا عن تلك التوقعات ففي البداية تجاهلت وسائل إعلام التيار الرئيسي لحركة' احتلوا', وبعد أن استطاعت الحركة اكتساب زخم عندما تبادل مستخدمو الإنترنت المهتمين بنشر أفلام الفيديو والصور عنها علي هواتفهم المحمولة, أدرك المحررون في قاعات التحرير أنه لم يعد بمقدورهم تجاهل حركة يتحدث العالم بأسره عنها