قبل48 ساعة من انطلاق جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران والغرب في جنيف, أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند خلال اتصال هاتفي مع بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن باريس تسلك مسلكا متشددا تجاه الملف النووي الإيراني المثير للجدل. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني عن مبادرة إيرانية جديدة في جنيف ستؤدي إلي حل للنزاع مع الغرب.وفي غضون ذلك, أعلنت الرئاسة الفرنسية أن أولاند أكد لنيتانياهو أن باريس تنتظر أن يتحول النهج المعتدل للرئيس الإيراني حسن روحاني إلي أفعال. وأشار المصدر- الذي رفض ذكر اسمه- إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفرنسي تناولا محادثات جنيف المقبلة بين طهران والغرب. وفي سياق متصل, نقلت الإذاعة الاسرائيلية عن دبلوماسي إسرائيلي قوله إن أولاند يعتزم زيارة إسرائيل الشهر المقبل غير أنه لم يحدد موعدا دقيقا لهذه الزيارة. ومن جهتها, ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن وفدين دبلوماسيين فرنسي وبريطاني يضمان المفاوضين الرئيسيين في كلا البلدين حول الملف النووي الإيراني زارا إسرائيل الأربعاء الماضي لإطلاع المسئولين الإسرائيليين علي تطورات هذا الملف. وأكد الدبلوماسيون الفرنسيون والبريطانيون للمسئولين الإسرائيليين أن مجموعة5+ ستعرض علي إيران تخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل تقديم إيران تنازلات, وهو مقترح ترفضه تل أبيب التي تشترط تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل قبل أي تخفيف للعقوبات المفروضة علي إيران. وفي تطور مهم, كشفت إيران عن مبادرة جديدة لحل أزمة الملف النووي المثير للجدل, وبرغم أن الخطة الجديدة سرية, إلا أن بعضا من محتواها تم تسريبه في إيران والغرب. وذكرت مصادر في طهران أن إيران ستكون جاهزة لنقل بعض اليورانيوم المخصب إلي نسبة20 % إلي دولة ثالثة, وفي مقابل ضمانات من الغرب, يمكن أن توافق إيران في نهاية المطاف علي طلب مجموعة5+1 والخاص بإيقاف إنتاجها من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة والاستمرار في التخصيب عند مستوي أقل من المتوسط يكفي لإمداد مفاعلات الطاقة بالوقود. وفي غضون ذلك, ذكرت الصحف الإيرانية أن إيران ترغب في أن ترسل القوي الست الكبري التي تفاوضها علي برنامجها النووي وزراء خارجيتها إلي المباحثات النووية في جنيف. ومن المقرر أن يرأس جواد ظريف فريق المفاوضين الإيرانيين في الجولة الجديدة لمباحثات طهران مع الدول الست. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيرناعن مصدر في فريق المفاوضين الإيرانيين قوله إن ظريف لن يشارك إلا في الجلسة الافتتاحية, وباقي المفاوضات ستتم بين دبلوماسيين أقل في مستوي التمثيل الدبلوماسي إذا لم ترسل الدول الست وزراء خارجيتها. وأضافت الوكالة أنه إذا غاب وزراء خارجية الدول الست فإن عباس أراجشي نائب وزير الخارجية الذي كان مفاوضا أيضا في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد, سيرأس الوفد الإيراني, وأوضحت أن ظريف سيكون في جنيف أثناء فترة المفاوضات, وبحسب المصدر ذاته فان ظريف سيلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون التي تمثل الدول الست في المباحثات غدا الاثنين علي عشاء رسمي.