يروي لنا اللواء أركان حرب محمد زكي الالفي متقاعد عن جانب من بطولات الفرقة16 في الكتيبة18 التي كانت الحد الايمن للجيش الثاني الميداني وكانت تقع في مكان حساس جدا وهي منطقة الدفرسوار. في البداية قدم اللواء محمد الالفي التحية لقادة وشهداء حرب اكتوبر المجيدة وخص بالذكر الفريق عبد رب النبي الذي كان قائد الفرقة السادسة عشرة مشاة التابعة للجيش الثاني الميداني خلال حرب1973 وكان تحت قيادته المشير محمد حسين طنطاوي في ذلك الوقت قائدا لوحدة فرعية باللواء السادس. يقول اللواء محمد زكي الالفي وقتها كنت برتبة ملازم اول في محطة الركاب في الدفرسوار التي كانت توجد علي البحيرات وكان الفاصل بين الجيش الثاني الميداني والثالث الميداني وكان هذا الموقع خطيرا لدرجة ان الرئيس الراحل انور السادات والفريق محمد صادق وزير الحربية قاما بأكثر من زيارة للمكان لاعطاء الاحساس باهمية المكان للجنود. وتأتي اهمية المكان لقربه من القاهرة ويمكن الانطلاق منه الي مدن القناة وكان يخصص له قوة فرقة كاملة اي حوالي300 دبابة لمواجهة اي اعتداء من جهتها. ويحكي لنا الفريق ذكي الالفي عن اصعب المواقف التي واجهته حيث كان في مواجهة مباشرة مع مدرعة من مدرعات العدو و حاولت اقتحام الحد الامامي للدفاعات في مواجهة مباشرة بغرض بث الرعب والقضاء علينا ولكن نظرا لارتكاز موقعي الدفاعي علي ترعة جافة كانت تشكل مانعا لتلك المدرعة التي كانت تحمل10 جنود من جنود المظلات الاسرائيلي. ويؤكد اللواء ذكي انه من الصعب جدا في الحرب الفعلية ان يقوم الجنود بعملية التنشين نحو الهدف لإصابته ووقتها قمنا بإمطارهم بوابل من الطلقات واتذكر وقتها الرقيب صلاح الدين الذي فتح الرصاص علي المدرعة بشكل متواصل مما اضطرها إلي النزول في الترعة الجافة مما مكننا من اقتحامها انا ورجالي وتم اسر من فيها وتسليمهم للقيادة. ويقول اللواء ذكي الألفي ان الكتيبة18 استطاعت ان تقوم بصد العدو في الدفرسوار عند قرية الجلاء وأدارت معركة دفاعية قوية وتم تدمير العشرات من الدبابات واخص الرائد نوارين الباسل الذي استطاع وحده تدمير أكثر من20 دبابة والرائد محمد الشافعي عطية الذي قاتل في نفس المعركة يومي15 و16 أكتوبر ودمر16 دبابة واسر10 جنود والرائد احمد إبراهيم كحيل قائد السرية الثانية الذي دمر4 دبابات وأصيب في اذنه ولم يترك موقعه رغم الإصابة الشديدة التي تركت أثرا عليه وأثبت الجندي المصري في المعركة أنه نموذج لبسالة الفرد المقاتل في مواجهة الدبابة. وعن دور القوات المسلحة يقول اللواء محمد زكي الالفي ان القوات المسلحة ليست وليدة اليوم وما تقوم به من أعمال وبطولات في السابق والحاضر هو ناتج حضارة عميقة تمتد جذورها الي7 آلاف عام وان التاريخ هو من يشهد للجندي المصري وان هذا الامتداد هو الذي تتزود منه القوات المسلحة الآن بخبراتها وسيعود علي مصر بالخير في معركتنا ضد الارهاب من قلة مندسة أرادت ان تعبث بامن مصر وإن شاء الله ستنتصر القوات المسلحة لارادة الشعب وستنجح في محاربة جذورالارهاب في سيناء.