بعد قيام ذلك الشاب المسيحي بنشر بعض الرسوم المسيئة لرسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا التوقيت بالذات, الذي سبق احتفالات عيد الميلاد, فهذا يؤدي إلي إحراق مصر كلها, وحرق الكنائس في أثناء الاحتفالات. , وبالتالي تحدث الكارثة الكبري للفتنة بين المسلمين والمسيحيين, وهو أحد الخطوط الحمراء الأربعة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين والجيش والشعب والشرطة, وكلها تؤدي إلي حدوث هذه الكارثة المستهدفة من الداخل والخارج مثل بعض المنظمات الممولة خارجيا وداخليا, ولا أعرف لماذا ثارت وزيرة الخارجية الأمريكية علي التفتيش علي هذه المنظمات ووعدتنا بالويل والثبور وعظائم الأمور, ولا أعرف أن هناك منظمات تابعة لأي دولة ممولة من هذه الدولة داخل أمريكا. وقد قامت مجموعة من الأهالي في بعض قري أسيوط بالاعتداء علي هذا الشاب وحرق منزله ومنازل أقاربه, والحمد لله أن رد الفعل هذا كان محدودا, لكن يجب أن نعرف رد رسول الله نفسه علي الإساءة إليه حتي بعد أن قويت شوكة المسلمين في المدينة مثلما فعل عبدالله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين, الذي وصف نفسه بالأعز بطرد رسول الله الذي وصفه بالأذل من المدينة, ولم يتعرض له أحد من المسلمين, وإنما ذهبوا إلي رسول الله وذكروا له ذلك وطالبوا بقتله, لكن رسول الله رفض, بل اعتبره من أصحابه وقال: حتي لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه, وعامله بالحسني حتي النهاية كما جاء في القرآن الكريم يقولون لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون( المنافقون: آية8). وعندما وصل رسول الله إلي مكة بعد فتحها وجاءه كل من أساء إليه من المشركين, ومنهم هند بنت عتبة التي لاكت كبد عمه الحمزة في فمها, وانتظروا أن ينتقم منهم, ولكنه قال قولته الخالدة: اذهبوا فأنتم الطلقاء, مما أدي إلي إسلامهم جميعا, وهذا اليهودي الذي اعتاد علي إلقاء القمامة أمام بيت رسول الله كل يوم, لكن في يوم لم يجد رسول الله هذه القمامة عند خروجه من بيته, فسأل عن هذا اليهودي فوجده مريضا, فما كان منه إلا أن قام بزيارته والسؤال عنه والاطمئنان عليه. ولا ننسي أن الإسلام انتشر في كل بقاع الدنيا بالمعاملة الحسنة, مثلما حدث في الصين والهند وكل دول آسيا ودول الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا وغيرها فاق عددها الآن عدد المنتمين لأي ديانة أخري, لأنهم اتخذوا من رسول الله أسوتهم الحسنة, لذا يجب ألا نكتفي بقراءة القرآن فقط, ولكن يجب قراءة تفسيره وأسباب النزول حتي يمكن العمل بما فيه. د. وجيه أحمد المالكي الأستاذ بهيئة البحوث الدوائية