علي مدي بضع سنوات مضت, عانت محافظة الغربية من عدم وجود محارق كافية للنفايات الطبية الخطرة الناتجة عن20 مستشفي عاما ومركزيا ونوعيا, و57مركزا لطب الأسرة, و280 وحدة ريفية, بالاضافة إلي المستشفيات والمراكز والعيادات الخاصة, والتي تقدر كميتها بنحو2.3 طن يوميا. حيث شهدت الفترة الأخيرة انتهاء صلاحية بعض هذه المحارق للعمل, ولم يعد صالحا منها سوي محرقتي مستشفيي: السنطة وبسيون, اللتين تعملان بسعة45% فقط من ناتج النفايات الطبية, في حين يتم نقل55% من النفايات إلي محارق محافظتي الاسكندريةوالمنوفية, وذلك بعد تعطل محارق مستشفيات: حميات المحلة, وقطور, وكفر الزيات. في الوقت نفسه, منع أهالي الغربية إقامة مجمع محارق جديد, مرة بقرية الدواخليه التابعة لمركز المحلة, والمرة الأخري بقرية دفرة التابعة لمركز طنطا, ولم يعد هناك حل سوي إقامته بمنطقة المدفن الصحي الذي يقع علي مساحة100 فدان بمدينة السادات بمحافظة المنوفية, وتكلف إنشاؤه140 مليون جنيه. والمخصص لاستقبال ودفن مخلفات محافظة الغربية التي تعاني عدم وجود ظهير صصحراوي لها. يؤكد الدكتور محمد شرشر, وكيل وزارة الصحة بالغربية, أن جهاز تنمية مدينة السادات رفض تشغيل المحارق الستة التي تم إقامتها علي مساحة2400 متر وبتكلفة قدرها خمسة ملايين جنيه, كما تم تشغيلها تجريبيا, وثبت عدم إضرارها بالبيئة؟ بحجة أن قرار تخصيص المدفن الصحي يقتصر علي المخلفات الصلبة العادية ورغم تأكيدات صحة الغربية أنه سيتم حرق هذه النفايات فقط دون دفنها بمدفن السادات, حيث سيتم نقل مخلفاتها من الرماد إلي مدفن الناصرية بمحافظة الاسكندرية, إلا أن جهاز تنمية السادات, لم يوافق علي تشغيل محارق الغربية الستة مما يعد( في حالة عدم تشغيلها) إهدارا للمال العام. ولذلك تم رفع مذكرة بهذا الشأن( قبل حركة المحافظين الأخيرة) إلي كل من وزيري الصحة والإسكان, للتوصل لحل مع جهاز تنمية السادات. ومؤخرا قام محافظ الغربية بمقابلة المهندس إبراهيم محلب, وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة, بمكتبه بالقاهرة, ومناقشة الأمر, وعلي الفور وافق( محلب علي تشغيل مجمع محارق الغربية المقام بالمدفن الصحي بمدينة السادات بالمنوفية, خاصة أنه لاتوجد أدني خطورة من تشغيله علي البيئة, وتم إرسال الموافقة لجهاز تنمية مدينة السادات, لاتخاذ اللازم, وإبلاغ مديرية الصحة بالغربية للبدء في نقل النفايات الطبية إلي المحارق الجديدة, التي لاتزال في انتظار التشغيل الفعلي لمدافن السادات قبل أن تستأنف رحلتها للدفن في الاسكندرية!