امتدادا للصحف الصفراء التي تروج لمنتجها الاعلامي الرخيص بالاثارة, ظهرت أيضا البرامج الصفراء كتطور تليفزيوني لها, والتي تعتمد في جذبها للمشاهد علي خليط من الشتائم والسباب ورمي الآخرين بالاتهامات . بالإضافة لمزيج من الصوت العالي والتسفيه والعصبية, ووسط غياب لميثاق شرف اعلامي, وحروب الاستقطاب وإظهار الموالاة لتيارات سياسية او تحقيق مصالح شخصية أو جذب معلنين ومشاهدين بأسلوب رخيص بدأت البرامج الصفراء تتسلل الي الشاشات وعرفت طريق الفضائيات حتي بلغت ذروتها علي القنوات الخاصة, ودون الوضع في الاعتبار الأسر المصرية والأطفال الذين يتابعون برامج التوك شو والتي باتت جزءا ومكونا رئيسيا في الأسرة المصرية والتأثير عليها, وإذا كان مستوي الحوار متدنيا كما أصبح مؤخرا فهو بالتأكيد سينعكس علي الأسرة والتربية وسيساهم الإعلام بدوره في انحدار الأخلاق داخل الأسرة, وعن ظاهرة المذيع المنفلت والبرامج الصفراء يقول د.حسن علي عميد إعلام بني سويف ورئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين: في الإعلام البقاء للأقوي وليس للأوقح, ولكن بعد موت المهنية ووفاة الحيادية أصبحت الوقاحة حاضرة علي المشهد الاعلامي في مصر وما يحدث من ظهور أشخاص يستعرضون وقاحتهم وألفاظهم الخارجه هو نتاج غياب ميثاق الشرف الاعلامي, وأنا ضد غلق اي قناة, فالسماء ليست ملكا لأحد, وإذا أغلقت قناة اليوم ففي استطاعتها استخدام قمر آخر ومعاودة البث كما فعلت الجزيرة مباشر مصر وأحرار التي عاودت البث من بيروت علي قمر آخر, والقانون الدولي لا يسمح باحتكار السماء والفضاء, ولا بديل عن ميثاق الشرف, وحتي بعد ظهوره لابد أن تلزم وزارة الاستثمار أو احدي الجهات المشرفة علي القنوات الخاصة إدارة تلك القنوات بالالتزام بمدونة سلوك علي ان تكون شرطا من شروط الترخيص او تجديده لكي نستطيع محاسبة المخطئين والحد من الانفلات الاخلاقي والبرامج الصفراء, وجمعية حماية المشاهدين والمستمعين كانت ومازالت تحارب من اجل الحد من الانفلات الاخلاقي علي الشاشات ونحمل القنوات مسئولية تلك البرامج وما يقوله الضيوف المنفلتون الذين أصبحوا يجدون ضالتهم من السباب والقذف في بعض القنوات الآن.