محافظة القاهرة عاصمة مصر السياسية وإن شئت فقل الثقافية والفنية والتاريخية للعالم العربي.. عدد سكانها يزيد علي10 ملايين نسمة, مما جعلها من أكبر مدن العالم ازدحاما بالسكان. مشكلات وأزمات واحتياجات هذه المحافظة لا تعد ولا تحصي ولا تنتهي.. أزمات النظافة وجمع القمامة مستمرة.. المرور وتكدس السيارات.. العشوائيات.. التعليم.. البلطجة.. الأمن.. عجز المدارس.. النقل العام.. المستشفيات.. حركة النقل.. تراخيص البناء.. توفير الخبز والرقابة علي جودته.. كل هذه الملفات والقضايا أمام الدكتور جلال مصطفي محافظ القاهرة الجديد.. وإليكم نص الحوار: هي مسئولية ضخمة بالفعل وعليك أن تحمل العديد من الملفات المهمة.. والسؤال هنا: ما الملف الأول الذي فتحته؟ الملف الأول والثاني والثالث هو ملف النظافة, فالكل في القاهرة يعاني من تردي أوضاع شوارع وأحياء القاهرة البالغ عددها36 حيا, وقد حددت في اتفاقي مع الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء مشكلة النظافة كأولوية أولي, وأعطيت لنفسي مدة شهر ليشعر سكان القاهرة بتحسن ملموس فيما يخص النظافة, وقد بدأت شركة المقاولون العرب العمل بالفعل في15 محورا, وفي الميادين الرئيسية, وحددنا لها بنود عملها, كما بدأنا بالفعل في حملات نظافة بالتوازي مع ما تم إسناده للمقاولون العرب, وذلك بحصر الأعمال الخاصة بالنظافة وفي مقدمتها استعواض الأرصفة التالفة والبوردورات ودهان الحوائط لإزالة العبارات والرسومات المسيئة ودهان أعمدة الإنارة والأسوار وتغيير التالف منها, وقد أوشك العمل في كورنيش النيل من شبرا وحتي حلوان علي الانتهاء, وشمل عمليات الإصلاح والترميم والتجميل, وقررنا أن نعمل أولا, وأن يشعر المواطنون بتحقيق أهداف مبادرة نظافة العاصمة قبل أن نطالبهم بشيء, نحن قمنا بتجييش200 سيارة نقل من شركات المقاولات والمجتمع المدني والمواطنين لرفع المخلفات من شوارع القاهرة, ففي يوم واحد رفعنا وهو يوم بدء العمل بالمبادرة 5 آلاف و920 مترا مكعبا من مخلفات المباني, و2595 طنا من القمامة, وسنرفع ربع مليون طن من المخلفات في شهر المبادرة, ليس فقط في وسط المدينة, ولكن في كل أحيائها وتحت الكباري. هل تم حصر هذه الكميات بشكل واقعي؟ بالطبع, وقد سددنا الدفعة المقدمة لشركة المقاولون العرب, وقد قدرنا ما نحتاجه لإعادة القاهرة لرونقها وجمالها بنحو500 مليون جنيه, وهو ما طلبناه من الحكومة في أثناء اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء, وكان الاجتماع خاصا بمناقشة خطط النظافة في القاهرة والجيزة والإسكندرية, كما اتفقنا مع المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب علي أن يعمل5000 شاب في مختلف أحياء القاهرة أعضاء بمراكز الشباب, بالإضافة إلي50 ألف طالب من المدارس الإعدادية والثانوية, وقد اجتمعت مع رؤساء الأحياء ومديرية التربية والتعليم ومديري الإدارات التعليمية والمدارس حتي تحدد كل مدرسة المنطقة المحيطة بها بمسافة50 مترا من كل جهة, وتصبح مسئولة عن نظافتها وتجميلها, وقد قمت بصرف5 ملايين جنيه لشراء الدهانات ومستلزمات العمل, وسيرتدي هؤلاء الطلاب والشباب زيا موحدا, وحددنا بنود الأعمال في دهان الأعمدة, ودهان الأشجار, ودهان الأرصفة. أنت مضطر إلي أن تتحمل هذه الشركات لثلاث سنوات مقبلة.. ولكن ما بقية ملفاتك ذات الأولوية؟ النقل والمرور والعشوائيات والتعليم, لقد اجتمعت مع جمعيات أهلية ورجال أعمال للمساهمة في تجهيز عدد من المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد, وبعد أيام سأقوم بتوقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة مصر الخير لتطوير50 مدرسة, وهذه هي القطاعات التي تحتاج إلي دعم شديد, إلي جانب القضايا اليومية التي لا تحتمل تأجيلا لعشرة ملايين مواطن, وفي مقدمتها الخبز, والبوتاجاز, والغاز, والبنزين, وأيضا نحن نحتاج لعمل مبادرات لتحسين الحياة اليومية للمواطن في ظل عدم رضا عام عن أشياء كثيرة, وفي ظل محاذير كثيرة في مقدمتها عدم الاصطدام مع فئة معينة من المواطنين, وموضوع فتح ميدان التحرير من عدمه, وإزالة البلوكات الأسمنتية المغلقة للشوارع, وانتشار الباعة الجائلين الذين احتلوا القاهرة كلها والمتسببين في سخط المواطن, كلها موضوعات لا تخص المحافظ وحده, ولابد من وجود إرادة سياسية تحتمل عواقبه في حالة حدوثها, ونحن نتحمل حملات الهجوم ونعذر أصحابها. وهل شهر واحد يكفي؟ أنا أعتقد أنه من خلال التفاصيل التي وضعناها لو تم تنفيذها كما يجب, فسوف يفرق كثيرا جدا, وخلال أسبوع واحد ستتضح ملامح جديدة للقاهرة. نعود للملفات ذات الأولوية: بعد النظافة حددت النقل والمرور.. ماذا تنوي عمله في هذا الملف؟ الزحام ناتج عن22 مليون رحلة يوميا, وعلي فكرة محافظ القاهرة مسئول عن حركة النقل في القاهرة الكبري كلها من خلال هيئة النقل العام التي تغطي مدن وأحياء المحافظات الثلاث القاهرة والجيزة والقليوبية, هيئة النقل نصف اسطولها متهالك, وإذا وجد المواطن وسيلة نقل عام محترمة سيستخدمها ويتم التخفيف من حدة الأزمة المرورية, لذلك فقد تقرر لأول مرة في تاريخ الهيئة شراء ألف أوتوبيس دفعة واحدة, وسيدخل الخدمة خلال شهر واحد مائة أوتوبيس, وسوف نعمل علي استكمال خط المترو من العباسية إلي مصر الجديدة, وخاصة أن المترو ينقل يوميا3 ملايين مواطن, وخط العتبة العباسية لا يجد إقبالا, فهو ينقل حاليا نحو250 ألف راكب فقط, وفي حالة استكماله لمصر الجديدة سينقل نصف مليون راكب جديد, خاصة أن المترو وسيلة انتقال سريعة, وزيادة عدد عرباته سيؤدي إلي تخفيف حدة الزحام وزيادة الإقبال علي استخدامه, أيضا سنعمل علي إعادة تخطيط حركة المرور, وقد عقدت اجتماعا في مكتبي مع اللواء أسامة الصغير مدير الأمن واللواء حسن البرديسي مدير المرور واتفقنا علي اتخاذ عدد من الإجراءات بما يخفف من حدة الاختناقات المرورية التي تعاني منها العاصمة, وفي مقدمتها التعامل مع ظاهرة الانتظار في الممنوع التي تعيق حركة المرور, وتسد الشوارع, بما يؤدي إلي زيادة زمن الرحلة التي يقطعها المواطن داخل العاصمة. وماذا عن المناطق ذات الخطورة والعشوائية؟ لدينا122 منطقة عشوائية في القاهرة, منها24 منطقة شديدة الخطورة, يتعين إزالتها تماما, وهي تحتاج لنحو26 ألف وحدة سكنية لنقل سكانها, وتحتاج لميزانية ضخمة, وقد اتفقت مع رئيس مجلس الوزراء, ووافق اللواء عادل لبيب علي أن يتم تسليمنا المبالغ التي تم تخصيصها من قبل صندوق تطوير العشوائيات لنتصرف فيها بمعرفة المحافظة, لأننا أكثر دراية بالأولويات المتعلقة بهذه المناطق, كما أن هناك بعض المناطق تحتاج لتحسين الخدمات المقدمة لسكانها مثل الصرف الصحي والطرق ومياه الشرب وغيرها من الخدمات الضرورية, وهذه المناطق يتم العمل فيها بالفعل من الموارد الذاتية للمحافظة, وبمشاركة منظمات المجتمع المدني وعدد من رجال الأعمال. وماذا عن ملفات الخبز والبنزين والغاز وغيرها؟ نعمل لحلها علي مدي الساعة, نحن ننتج أكثر من50 مليون رغيف يوميا, وهذا رقم ضخم للغاية, وهناك رقابة تموينية علي مخابز القاهرة, ومتابعة يومية لعملها, وما يتم حاليا لا يحقق الرضا الكامل للمواطنين, لكنه في ظل الظروف الصعبة الحالية وضع مقبول, أيضا لم تعد لدينا أزمات في الغاز أو البوتاجاز أو البنزين, وكلها سلع الحياة اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها, أيضا وضع السلع التموينية والغذائية مطمئن, وأنا معك أن هناك ارتفاعا في الأسعار, ونحن مع وزير التموين الدكتور محمد أبوشادي نعمل علي استقرار الأسواق وتوافر السلع بمختلف أنواعها, وعمل مبادرات لخفض أسعارها من خلال المنافذ التابعة للقطاع العام والحكومة, أيضا سأعمل خلال الفترة القليلة المقبلة علي الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمواطني القاهرة من خلال التعاون مع الدكتورة مها الرباط وزير الصحة وسنعمل علي إنجاز تطوير جذري في أحد المستشفيات العامة سيتم اختياره وفقا لأهميته بالنسبة للمرضي والمترددين عليه, وأكرر أمامك وأمام قارئك الكريم التزامي بالعمل علي تحقيق إنجازات ملموسة يشعر بها كل سكان العاصمة في وقت قصير للغاية.