تسعي كثير من الدول لتنشيط قطاع السياحة لما يدره من دخل للدولة وما يسهم به من تنشيط داخلي للتجارة وتوظيف عدد كبير للعمل في هذا المجال, فبدون شك فقد شاهدت مصر نموا سياحيا لفترة قبل ظهور الربيع العربي لكن مازال هذا لا يتناسب مع مكانة مصر لعراقة تاريخها, وتنوع الآثار التاريخية والدينية والحضارية بها, مما يجعل زيارتها أمل وحلم كثير من الأجانب, فكل علماء الآثار يقرون أن مصر أكبر متحف مفتوح علي الأرض. لكن يجب العمل أولا علي إزالة السلبيات التي تعيق نمو هذا القطاع وأولها الانطباع, فما أن تطأ أرض المطار حتي تواجه منظر بطاقات مصلحة الجوازات والهجرة وهي ملقاة بطريقة عشوائية وهمجية علي طاولة أو علي الأرض منظر للأسف يدعو للخجل, ألا يوجد موظف واحد فقط لينظم هذا الأمر ويقوم باستقبال الركاب وإرشادهم لملء هذه البطاقات أو توزيعها عليهم؟. الأمر الثاني, وهو النظافة والقمامة خصوصا بجوار الأماكن السياحية, فالمواطن المصري يعاني من هذه المشكلة المستديمة وأصبح يتعايش معها سواء رضي أو لم يرض, لكن بالنسبة للسائح فإنه يتمني أن يعود سالما شافيا إلي وطنه من هذه التجربة غير الصحية. وثالثا يعتقد الكثيرون أن السائح هو شخص غني, مادام قادرا علي زيارة هذا البلد, وهذا اعتقاد خاطئ, فالسياحة العالمية أصبحت مركزة علي السياحة الشعبية, وكثيرا ما سمعنا من أصدقائنا الأمريكان عما لمسوه من استغلال لهم من بعض العاملين في هذا القطاع خلال زيارتهم مصر. إن التسويق السياحي واجب الدولة ومؤسساتها بالدعاية في الخارج لمصر ويصاحب ذلك الوعي السياحي عند جميع المواطنين, العاملين وغيرالعاملين في هذا القطاع, أعتقد أن هذا لم يتم إلا بالتعليم المنهجي, فلماذا لا يشمل منهج المجتمع العربي فصلا خاصا بالسياحة لنشر الوعي السياحي بين أبنائنا لأهميته الاقتصادية والقومية, ولإزالة السلبيات التي تواجه صناعة السياحة المصرية. مهندس صلاح الدين عامر - نيو جيرسي الولاياتالمتحدة الأمريكية