وسط هوجة التوقعات حول شكل الأندية الأربعة التي كانت ستحجز مقعدها في المربع الذهبي لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم, مرت رياح المفاجآت دون اضرار كثيرة, فالكلمة العليا كانت كالمعتاد لاصحاب المقام الرفيع. فالاهلي حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي في الحصول علي البطولة وضع ختمه كالمعتاد علي سجل الحضور بصدارته لقمة مجموعته.. والترجي وصيف الموسم الماضي والفائز بالمسابقة مرتين من قبل لم يجد صعوبة في تأكيد تفوقه وطار دون مشاكل الي نفس المرحلة.. بينما كان ظهور قراصنة اورلاندو بايراتس والقطن الكاميروني في الدور المقبل علي استحياء بعد ان استقلا قطار الصعود في الامتار الاخيرة. ويثير لقاء الاهلي مع القطن الكثير من ذكريات الماضي الجميل لحامل اللقب سواء علي مستوي الاندية الكاميرونية بصفة عامة أو مع منافسه القادم بصفة خاصة.. فهذه المواجهة تعتبر الثالثة في التاريخ بين اصحاب الزي الاحمر وابناء الاسود, فقد سبق له اللعب مع كانون ياوندي الكاميرون مرتين من قبل الأولي عام1983 عندما التقيا في دور الثمانية لدوري الأبطال وكان اسمها وقتها بطولة افريقيا للأندية أبطال الدوري وفاز الأهلي في القاهرة5/ صفر بأهداف زكريا ناصف3 اهداف ومصطفي عبده وخالد جاد الله وخسر صفر/1 في ياوندي. وتكررت المواجهة في العام التالي1984 في نهائي كأس الكئوس الافريقية وفاز الأهلي بهدف نظيف في القاهرة سجله مجدي عبدالغني وخسر بنفس النتيجة في ياوندي صفر/1 وفاز الأهلي بركلات الترجيح2/4... ثم جاء لقاء بطل مصر وافريقيا مع القطن نفسه في نهائي2008.. وحقق الفوز في الذهاب بهدفين للاشيء احرزهما وائل جمعة وفلافيو وتعادل في الاياب2/2, سجل الهدفين احمد حسن وشادي محمد من ركلة جزاء. وعلي ضوء هذه الاحصائيات فان الاهلي يبدو صاحب الكعب العالي علي الاندية الكاميرونية بحكم الخبرة, كما ان سجله الحافل يجعله صاحب النصيب الاكبر في التقدم خطوة نحو منصة التتويج, فمنافسه لم يحقق أي لقب افريقي علي مدار مشاركاته في منافسات القارة, وكان أفضل انجازاته الوصول لنهائي بطولة كأس الاتحاد الافريقي في اخر سنة لها عام2003 قبل دمجها مع كأس الكئوس في بطولة الكأس الكونفيدرالية وخسر امام الرجاء البيضاوي. ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للترجي الذي يدخل مواجهة قراصنة اورلاندو متفوقا بمراحل كثيرة عن منافسه, سواء من ناحية التاريخ او سجل الشرف في البطولات, فقد حجز مقعده في المحطة النهائية اكثر مرة ولم يحالفه التوفيق سوي مرتين من قبل في الحصول علي اللقب, ويبدو أنه هذه المرحلة مصمم علي التمسك في هوايته المفضلة في الصعود للنهائي, علي أن يترك القدر يرسم خريطة الطريق له في هذه المرحلة. وعلي الرغم من صرخات التحذير التي اطلقتها الصحف التونسية من قسوة القراصنة, واستشهدت علي ذلك بما فعله مع قطبي الكرة المصرية الاهلي والزمالك في مرحلة دوري المجموعات, الا ان القراءة الصحيحة للموقف تشير الي ان قوة القراصنة تراجعت تدريجيا بمرور الوقت بدليل الصعود بشق الانفس, في حين ترجي يا دولة لا يزال يحتفظ بحيويته وهو ما اثبتته قدرته علي الانفراد بقمة المجموعة.