علي هامش زيارة خاطفة لمصر لم تستغرق سوي يومين أختص جاستين ويلبي رئيس اساقفة كانتربري أبرز مسئول ديني في بريطانيا الاهرام بلقاء سريع حول الوضع في مصر بعد وقبل حكم الاخوان ورؤيته لما يحدث علي الساحة العربية خاصة التهديد بالحرب ضد سوريا الذي وصفه بالغباء الغربي. وأكد أن التدخل العسكري في سوريا لن يحل المأساة التي تحدث للشعب السوري وحول تطور الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط لا سيما في سوريا, وإليكم نص الحوار: كيف تري الوضع في منطقة الشرق الاوسط ؟ الوضع في منطقة الشرق الاوسط سيئ ويسيطر عليه الشعور بالخوف من شن ضربات عسكرية ضد سوريا, وهناك حالة تأهب موجودة في بعض البلدان التي تمتلك قواعد عسكرية يتوقع منها انطلاق الضربات. ماهو دوركم في وقف التدخل العسكري ضد سوريا؟ لقد القيت كلمة في مجلس اللوردات البريطاني واكدت فيها ان التدخل العسكري في سوريا لن يحل المأساة التي تحدث للشعب السوري, واننا في حاجة لانتظار تقرير الاممالمتحدة عن استخدام الاسلحة الكيماوية, وحذرت اننا لايجب ان ندخل في حرب كما حدث في العراق دون مبررات. وايدني في ذلك العديد من اعضاء المجلس ولذلك جاء قرار البرلمان البريطاني برفض التدخل العسكري في سوريا. ماهي رؤيتكم للوضع الحالي في مصر وسوريا؟ اري أن حل المشكلة السورية يكمن في الحوار بين كل الاطراف السورية والدولية المتداخلة في هذه الازمة وليس في الحل العسكري. اما بالنسبة لمصر فنحن نحترم ارادة الشعب المصري الذي يتوق الي تحقيق العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية. نحن نثق في قدرة الشعب المصري علي تحقيق اهدافه لانه شعب عريق وله حضارة عريقة. وقال: حذرت من أن التدخل العسكري ضد سوريا ستكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي. وأتوقع أن تكون العواقب رهيبة قد تحدث بسبب هذا التدخل, وقال انني حذرت ايضا النواب البريطانيين الذين صوتوا علي تأييدهم التدخل العسكري في سوريا, من عدم التسرع في اتخاذ مثل هذا القرار وقد لاحظت خلال زيارتي الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط أن هناك شعورا رهيبا من الخوف بشأن ما يمكن أن يحدث فيها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة, حيث إن الوضع في الشرق الأوسط يتدهورمن السيئ للاسوأ للاسوأ. ما موقفكم من ثورة30 يونيو ؟ لأول مرة اشاهد الشعب المصري بجميع طوائفه وفصائله متحدين حول يوم30 يونيو واستكمال خطة الطريق للمستقبل المضي نحو الديمقراطية الكاملة معبرا عن أمله في أن تظل فترة الرئاسة المؤقتة, واجراء انتخابات برلمانية تعقبها انتخابات رئاسية سريعة قد تعجل لتحقيق اهداف وطموحات الشعب نحو الحرية والعدالة الاجتماعية ما هو دور الكنيسة في تدعيم الوحدة الوطنية في مصر؟ الكنيسة الاسقفية في مصر تلعب دورا في تحقيق الوحدة الوطنية التي تخدم المسلمين والمسيحيين علي حد سواء وايضا من خلال المشروعات التي تقوم بها بالتعاون مع بيت العائلة المصرية مثل مشروع معا من اجل مصر الذي يشترك فيه أئمة وقساوسة من مناطق مختلفة ومشروع المركز الثقافي الذي يقوم بتدريب الشباب علي الفنون والتصوير ومشروع معا نزرع شجرة من الامل الذي اشترك فيه تلاميذ المدارس. ما هو سبب الزيارة لمصر في هذا الوقت ؟ جئت لمصر تلبية لدعوة المطران الدكتور منير حنا أنيس مطران الكنيسة الأسقفية بمصر والرئيس الحالي لإقليم القدس والشرق الأوسط, حيث تربطني به علاقة ودية ووجه نيافته الدعوة لي عندما حضر حفل تتويجي في شهر مارس الماضي2013. هذا بالاضافة الي انه توجد اتفاقية حوار بين الكنيسة الاسقفية والازهر الشريف علي مستوي العالم وايضا انني رئيس اساقفة كانتربري كنيسة انجلترا, فنحن في شراكة تامة مع الكنيسة الاسقفية بمصر. ولقد سعدت بمقابلة فضيلة الامام الاكبر والبابا تواضروس الثاني الذي يرأس حاليا الكنيسة القبطية الارثوذكسية, حيث تزامن حضوري مع حفل تخرج طلبة كلية اللاهوت الاسقفية والذي اسعدني الحضور والقاء كلمة للخريجين, وانني ادرك تماما الظروف التي تمر بها مصر الأن وهي في طريقها لتحقيق أهداف الثورة التي أندلعت في يناير2011, لذلك حرصت علي ان احضر واؤكد اننا نقف مع شعب مصر في رحلته نحو الديمقراطية وتعمدت في زيارتي ان اؤكد الحاجة لتعميق الحوار وبناء الجسوربين المسيحيين والمسلمين. التي وجدتها بالفعل رائعة في مصر. هل تشعر بالقلق لحضورك في هذه الأحداث والتوقيت الصعب الذي تمر به مصر؟ لا أشعر بالقلق علي الأطلاق, بل غمرتني محبة ودفء من القيادات الدينية التي تقابلت معهم وهذا اشعرني بالأمان. وبدوري طمأنت المسيحيين والمسلمين في مصر الذين يحاربون من أجل السلام والمصالحة أنهم غير منسيين وهم في صلاتنا دائما. لكون قداستكم تمثل الأب الروحي للكنائس الأسقفية الأنجليكانية بالعالم أود أن اسألكم عن الدور الذي تلعبه الكنيسة في نشر السلام في العالم؟ الكنيسة الأسقفية تهتم بنشر السلام علي مستوي العالم اتباعا لقول السيد المسيح طوبي لصانعي السلام. ولتحقيق هذا السلام فهناك احتياج لتفهم وقبول الآخر لذلك تحرص الكنيسة الأسقفية علي الحوار بين الأديان وهذا ما دفعنا لعمل اتفاقية الحوار مع الأزهر الشريف وايضا برنامج بناء الجسور التي تقيمه الكنيسة كل عام في مختلف دول العالم. ولبناء السلام أقام رئيس اساقفة كانتربيري السابق الدكتور روان وليامز منتدي لأتباع الديانات في لندن حيث يلتقي الجميع من مختلف الاديان ويشاركون امالهم واحلامهم وآلامهم, والكنيسة الاسقفية هنا في مصر تهتم ببناء السلام من خلال خدمة وتنمية المجتمع فهنا في مصر توجد مراكز عديدة لخدمة المجتمع ومستشفيات ومدارس بعدة محافظات وهذه تفوق عدد الكنائس الأسقفية ويعمل بها مسيحيون ومسلمون لخدمة كل ابناء الوطن دون تمييز ديني او عرقي. كما أن الكنيسة الاسقفية تقيم علاقات طيبة مع كل الدول التي يزورها مطران الكنيسة الاسقفية في مصر وكل الدول فهناك تعاون بين مصر وليبيا من خلال وزارة الشئون الدينية, وفي الجزائر نعتز بعلاقتنا الطيبة مع وزارة الشئون الدينية ونخطط لعمل مركز لخدمة المجتمع هناك حيث الحاجة الي تدريس اللغة الانجليزية والكمبيوتر للشباب, وفي تونس لنا علاقات طيبة مع جامعة الزيتونة ومركز الحوار بين الاديان التابع للجامعة. هذا من شأنه أن يبني السلام في المجتمعات. هل كنتم قلقين علي مستقبل الكنيسة في ظل حكم الاخوان؟ أنا لم اقلق علي مستقبل الكنيسة في الشرق الأوسط في الفترة السابقة لأنها متواجدة منذ اكثر من الفي عام, واثق انها ستظل قائمة بنعمة الله إلا إنني قلق بسبب هجرة الشباب المصري خاصة المسيحي لان ذلك قد يسبب خللا في التوازن الثقافي والأجتماعي في المنطقة. وماذا عن لقائكم بقداسة البابا تواضروس؟ كان لقائي بقداسة البابا تواضروس الثاني ايضا لقاء وديا حيث أجتمعنا علي وجهة نظر واحدة وهي أهمية الحوار بين الكنيسة الأسقفية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأتفقنا علي أن يتم هذا الحوار في اكتوبر القادم بانجلترا. ونحن نأمل في أن يوطد هذا الحوار علاقات المحبة والصلاة بين الكنيستين حيث وجه قداسة البابا تواضروس الشكر لي علي قدومي للقاهرة قائلا: يجب علينا أن نبني حوارا ونجري دراسات قائمة علي الحب ونتوجه بالصلوات حتي تتحقق الوحدة التي وجدناها في تعاليم السيد المسيح الذي صلي ليكون أبناؤه متحدين دائما. وأضاف أن لقائي بالبابا كان دافئا ولطيفا, وأجرينا مناقشات موسعة, شملت الحديث عدة مرات عن مسألة كيف يمكن للكنيسة أن تزدهر وتنمو في صلواتها, ومن أجل أن يحب كل منا الآخر, وفي تدريس التعاليم في هذا العصر, فمن المهم لنا أن نجد وسيلة لتمكين تأثيرنا علي بعضنا البعض من أن تتم ترجمته إلي شهادة فعالة متبادلة. واذا سنحت لنا الفرصة للتعبير عن صلوات وتضامن المجتمع الاسقفي الأنجليكاني في العالم مع كل المسيحيين في الشرق الأوسط وهم يسعون لتحقيق العلاقات المشتركة مع مختلف الدول. كيف تعلق علي لقائكم بشيخ الأزهر الشريف. ؟ لقد كان لقائي بفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لقاء وديا حيث استقبلنا بالترحاب وانني اقدر بشدة دور فضيلة الأمام الأكبر في دعم الحريات خاصة من خلال وثيقة الأزهر ولقد رأينا جميعا دعم فضيلته للحوار بين الاديان وخلال لقائي تبادلنا الحديث علي أهمية الحوار الدائر حاليا بين المجتمع الاسقفي الأنجليكاني والأزهر في ذلك التوقيت الحساس بالنسبة لمصر ولكل المنطقة. واعجبتني الطريقة التي تحدث بها الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن حقوق كل أبناء الشعب المصري, حيث ان الامام الاكبر إنسان قلبه ملتزم بالعمل علي الحوار بين الأديان, وهو أمر يجيده تماما, كما أعرب الامام الاكبر عن قلقه العميق إزاء شعوب المنطقة بغض النظر عن خلفياتهم. ما شعورك العام عن زيارتك لمصر ؟ شعرت بالسعادة الغامرة لزيارتي لمصر ولقضاء هذا الوقت مع المطران منير حنا الذي قام بدعوتي وساعدني لرؤية اماكن جميلة هنا في القاهرة مثل الجامع الازهر.وأضاف أن قيادته القائمة علي محبة وخدمة الله ملك السلام تقدم التشجيع الكبير في ظل العديد من التحديات التي توجد في المنطقة, في حين أن قيادته لمجلس كنائس جنوب الكرة الارضية تبعث بمزيد من الأمل للمجتمع الاسقفي الأنجليكاني. ما هو تقييمكم لعلاقة التعاون بين المسلمين والمسيحيين في بعض البرامج ؟ لقد تعرفت علي ورش العمل الإبداعية بين الائمة والقساوسة بالتعاون مع الكنيسة القبطية والانجيلية والكاثوليكية ومع الأزهر الشريف بيت العائلة حيث يجمع هذا البرنامج أئمة وقساوسة من أماكن سبق لها أن جربت التوتر بين المواطنين, وربما حالات العنف. ويتبادل الائمة والقساوسة الحوار العميق مع بعضهم البعض ولقد نشأت بينهم صداقة وعلاقات ودية